ما إن اطلعت على تقرير طبي أمريكي نشر خلال الأسبوع الحالي يزعم أن هنالك علاقة بين حجم الأرداف لاسيما عند النساء وقوة الذاكرة والإدراك، فكلما كانت الأرداف ''مشحّمة'' آلت النباهة والذاكرة إلى الصفر على حد تعبير الرياضيين أحفاد فيثاغورس وطاليس حتى أصبحت بامتياز مدمنا على تتبع الذاكرة والنباهة أقول وأكرر مدمنا على تتبع الذاكرة والنباهة عند الرجل والنساء ما دامت الشحوم واحدة والأرداف واحدة فالنتائج أيضا واحدة بين الجنسين، لاسيما ونحن في زمن حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وتعزيز مكانة المرأة في كل المجالات والنطاقات، ولم لا تعزيز حجم الأرداف عند الرجال كا يقول الأديب الألمعي صاحب لازمة ''أيتها الرائعون أيها الرائعات'' الطاهر يحياوي. قلت في نفسي هذه المرة ونحن على مشارف شهر رمضان الفضيل لا داعي للتحقق من التقرير الطبي الأمريكي على الشواطئ المسموحة السباحة فيها والممنوعة، كما أنه من العيب ولوج الأسواق وتتبع هذا الأمر الجلل والعظيم والهائل في بورصات بومعطي وباش جراح وبومرداس. وما دام الركود قد مأخذه ونصيبه والتسربات النفطية في خليج المكسيك قد أسالت العرق البارد لأرداف أوباما السوداء أو البنية ''ما تفرق'' وأسالت عرقا آخر أبرد من مؤخرات القائمين على ''بريتيش بيتروليوم'' وليبيا والمقراحي وكوفي عنان وبان كي مون والشقيقان غير الشقيقين فيفي عبده ومصطفى عبده، أقول ما دام هذا الركود قد غرق في بحر العرق البارد فلا ضير ولا بأس من تصويب السهام إلى أرداف بعض السياسيين في العالم ودورها في تسطير السياسات الدولية والحكم الراشد. ولم أجد غير الهالك المعلق بين الهلاك وعدمه رئيس وزراء الكيان الصهيوني الغاصب الأسبق أرييل شارون الذي يملك أردافا تكفي مجتمعة لإطعام فقراء البنغلاديش واللزوطو مع محاذير الإصابة بسرطان أنفلونزا الخنازير، هذا الشارون كان يقود إسرائيل بردف واحد، لذا كان ذكيا في كثير من القرارات التي اتخذها وحقق بها ما لم يحققه أسلافه، فشحوم الأرداف إذا فقدت التنسيق بينها بطل مفعولها، فاستحق هذا المخلوق الخبيث براءة تسيير الشأن العام بردف واحد، بخلاف كل من إيهود أولمرت وتسيبي ليفني اللذان يملكان أردافا مقبولة وممشوقة قادا بهدا الدولة الصهيونية إلى كثير من المآزق في إطار حرب الأرداف، إلا أن حيلة حزب الله اللبناني انطلت عليهم، فظنوا أن الزعيم حسن نصر الله من ذوي الأرداف الضخمة شحما ولحما، فأعلنوها حربا وعدوانا غاشما على لبنان طامعين في نصر مؤزر للحكمة والنباهة على الحمق والسذاجة ''المشحّمتين''، ونسوا أن الزعيم حسن نصر الله ''هفّهم'' وغالطهم بأرداف ضخمة اصطناعية من خلال عباءته الواسعة فوقعوا في فخ أرادفهم. ولن أغالي إذا أفشيت لكم سرا وهو أن العلاقات الدولية والاتحاد من أجل المتوسط واتفاقات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وعلاقات شمال جنوب، والأزمة البينية الفلسطينية والجامعة العربية مبناها نظرية الأرداف والرديف. إذ الأزمة بين فتح وحماس أزمة أرداف متوازنة الحجم ومتوازية القد فيمن يجلسها على كرسي عرش الدولة الفلسطينية المزعومة، وكثير من إخفاقات الساسة العرب في الجامعة العربية وفي مناطق النزاع لاسيما في الشرق الأوسط مردها إلى أرداف ضخمة تجعل منهم يتخندقون في صف العدو ضد الصديق والشقيق، وحتى الأزمة الكروية الأخيرة المفتعلة من أشقائنا المصريين مردها إلى سوء استغلال الأرداف فيما خلقت لها والوقوع في فخ ضخامتها وبلادتها مما جعل من الجزائريين في أعين المصريين العدو الأول والأخير بعد الشيطان طبعا مع عدم التقين من حجم وقدّ أرداف الشيطان الرجيم إلا انه وفق الدراسة الأمريكية لن تكون أقل حجما من أرداف هيلاري كلينتون ولن تكون أكثر حجما من أرداف مادلين أولبرايت التي قادت هي الأخرى السياسة الخارجية الأمريكية بردف واحد مخفّض الكولسترول. وفي الختام أعلم أن الكثيرين سيحاولون تفنيد هذا الكلام مستشهدين بحكمة ونباهة كل من السيدتين لويزة حنون وخليدة تومي، وسأوافقهم الرأي، وإلا فليضرب هذا التقرير وما بني عليه عرض الحائط من قبيل ''ضرطة في ڤلتة'' لاسيما وأنه انعكاس لكثرة الخطابات التي أُسمعناها منذ الصغر موشحة ب ''طز'' الليبية و''طر'' التشادية.