وقعت فرقة ''اينانا السورية''، سهرة أول أمس، ومن على ركح كيوكول الأثري، أولى ليالي مهرجان جميلة العربي في طبعته السادسة بتقديم عرض مسرحي راقص بعنوان ''زنوبيا ملكة الشرق''، فشكلت اللوحات الفنية المتنوعة لأعضاء الفرقة ديكورا فنيا مميزا زاد من تألقة سحر المكان الذي يعبق بروح التراث فامتثل التاريخ على الركح أمام عدد كبير من الجمهور الذي كان حاضرا بقوة. على مدار ساعتين من الزمن راحت الفرقة تنقل أهم المحطات التاريخية التي مرت بها ملكة تدمر زنوبيا، ففي غسق الفجر الوردي يستعيد التاريخ ذاكرته في تدمر، حيث الطقس الشعبي البهيج توقفه استغاثة امرأة هاربة من بطش الساسانيين بعد استيلائهم على دورا اروبوس، فيعلن الملك الحرب غير مدرك بالمآمرة التي تدور في أروقة روما، حيث يخطط الامبراطور غالينيوس والحكيم بارسيوس للتخلص منه. وفي دورا اوروببوس وبينما تلبينيوا قائد الساسانيين وابنته اميش وقادته يقتسمون الذهب، يباغتهم جيش اذينة فيأخذ أميش سبية ويتمكن من الهرب مع بعض قادتها، وخلال هذه الرحلة الطويلة تعبر زنوبيا عن شوقها الكبير لزوجها في إحدى الامسيات. لينتقل مشهد آخر من مشاهد العرض إلى الساحات العامة، حيث يحتفل التدمريون بعودة الجيش منتصرا، بينما تكيد اميش للملكة زنوبيا مسببة خلافا بينها وبين الملك الذي انهمك باستقبال رسول الامبراطور قالينوس، حاملا الكاس المسمومة، وبثت زنوبيا قيثارتها نغمات الحزن حين كان الملك في ديوانه. اما انيش التي فشلت في غواية الملك أذينة فقد أمضت ليلتها في التدبير في حيلة قتله. وتاهت زنوبيا في غابة سوداء من الشك والظنون، وللتطهر من كل شىء مضت في الصباح الى المعبد لمقابلة الكاهن مزرياح، وهناك غرقت في طقس تعدي تطهري، لتوقع الفرقة مشهدا آخر تحكي فيه المؤامرة على اذينة التي تؤدي إلى موته، فتتسلم زنوبيا الحكم وتواجه قائد الساسانين وتتذوق أول انتصار لها. وفي نشوة الفرحة بالانتصار تصلها رسالة اورانيوس يدعوها الى الاستسلام تجرى المعركة التي تنتهي باقتياد زنوبيا لتمثل امام مجلس الشيوخ وهناك فضلت الموت على ان تعيش بذل. للإشارة تميز حفل الافتتاح بحضور العديد من الشخصيات الرسمية على غرار والي الولاية وممثليها.