قال الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأحد أن السلام الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط يبتعد وتزداد احتمالات الحرب'' ، مشددا على ان بلاده تنشد السلام والأمن والاستقرار. ونقلت مجلة ''جيش الشعب'' التي تصدر عن القوات المسلحة السورية عن الأسد قوله في كلمة له بمناسبة عيد الجيش السوري: ''طيف السلام الحقيقي في المنطقة يبتعد وتزداد احتمالات الحرب والمواجهة ويخطئ من يظن ان سورية قد تساوم على ثوابتها فهي على يقين تام ان تكلفة الصمود والمقاومة مهما بلغت تبقى أقل بكثير من تكلفة الخضوع والاستسلام. وأضاف ''العربدة ليست دليل قوة وان وصلت حدا غير مسبوق بل هي دليل تخبط وارتباك وتشويش في الرؤية وفقدان للتوازن كنتيجة لاحقة لفقدان القدرة الردعية والاحتفالية والاجتياحية''.وأكد الرئيس السوري: ''إننا ننشد السلام العادل وإرساء أسس الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم وهذا ما لا يمكن أن يتم بلوغه إلا باستعادة كامل الحقوق المغتصبة''. وأضاف: ''إذا ظن احد ما ان سورية قد تتفاوض على أرضها المحتلة فانه واهم لان تحرير الجولان حق يسكن أعماق السوريين شعبا وجيشا وقيادة، ومهما ازدادت التهديدات فإنها اعجز من ان تغير ما غدا جزءا من الثقافة والحياة لدى جميع أبناء سورية الذين ينظرون إلى أن الكرامة هي عنوان السيادة''. وأشاد الأسد بالمؤسسة العسكرية السورية، وتعهد برعايتها ''لمتابعة مسيرة التحرير''، وأضاف: ''سورية اليوم اشد قوة وأمضى عزيمة وأكثر فاعلية وحضورا اقليميا ودوليا وقد بات العالم كله على يقين بان إسرائيل هي التي تعرقل مسيرة السلام تهربا من استحقاقاته''. وكانت إسرائيل احتلت هضبة الجولان الإستراتيجية عام 1967 وضمتها عام 1981 الأمر الذي لم تقره الأسرة الدولية ابدا ، وتريد دمشق استعادة مجمل هضبة الجولان التي تشرف على شمال إسرائيل والتي يعيش فيها حوالي 20 ألف مستوطن يهودي. وآخر محادثات مباشرة بين سوريا وإسرائيل كانت في عام 2000 في الولاياتالمتحدة ولم يصل الجانبان إلى اتفاق بسبب الخلاف على مستقبل الجولان. وعقدا محادثات غير مباشرة بوساطة تركيا العام الماضي لكن سوريا جمدت تلك المحادثات احتجاجا على الحرب التي شنتها إسرائيل في ديسمبر وجانفي في قطاع غزة. وأنشئت قوات الأممالمتحدة في الجولان في ماي 1974 لمراقبة وقف إطلاق النار بطلب من مجلس الأمن بعد الحرب الإسرائيلية السورية عام 1973 وكذلك اتفاق 31 ماي 1974 حول فك الاشتباك بين القوات السورية والإسرائيلية ، ويصل عدد قوات القوة الدولية حاليا الى 1046 جنديا.