قال المدير السابق للوكالة الدولية الطاقة الذرية، والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المصرية المقررة العام القادم، الدكتور محمد البرادعي، إنه ليس ''فرعوناً جديداً''، وإن الشعب المصري يريد منه أن يتسلم القيادة، وقد وافق على أن يعمل من أجل بناء نظام قائم على المؤسسات، شرط إجراء انتخابات رئاسية متكافئة. واضاف: ''لم أقل للمصريين إنني قادم كي أقود.. لقد جئت لتقديم يد المساعدة.. لكن اتضح أنهم يريدون مني أن أقود.. قلت لهم إنني على استعداد للقيادة ولن أخذلهم، بشرط أن أحظى بدعم الناس وعونهم. وقال البرادعي: ''أنا مستعد للذهاب إلى أبعد مدى يمكن الوصول له، في حال تأكد أن الانتخابات الرئاسية في مصر ستكون حرة ونزيهة''، وأضاف: ''لن أعطي النظام الشيء الوحيد الذي يفتقر له، وهو الشرعية''. وقال: لن أرشح نفسي وأحصل على 30 أو 40 % من الأصوات، ثم يصافحونني ويقولون لي حظاً أوفر في المرة المقبلة، سأرشح نفسي فقط عندما يكون هناك فرص متكافئة وأراد مني الشعب أن أقوم بذلك''.، وأضاف ''لقد خلق مستوى الإحباط والخوف واليأس عند الناس وهما بأن شخصا واحدا يمكن أن يحقق كل التغيير. هذه هي حقا المشكلة الرئيسية التي تواجهني هنا، أن أجعلهم يفهمون أن علينا أن ننظم أنفسنا بشكل جذري''، مثل ما حصل في أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية. وحول ما إذا كانت مصر بحاجة إلى زعيم مستعد ليكون قويا، قال البرادعي ''هذا هو بالضبط ما أرغب في تغييره، من نظام قائم على الفرعون الواحد إلى نظام يقوم على المؤسسات. من ناحية أخرى، شبه الناشط السياسي المصري الدكتور سعد الدين إبراهيم الحملة الانتخابية للبرادعي بالحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، مؤكداً أن حملة أوباما كان يدعمها الشباب، وأن من استقبل البرادعي ويعمل معه في مصر هم من الشباب. وأوضح أن حملة البرادعي ''لم تعد مجرد فكرة بل أصبحت واقعا ملموسا خاصة بعد أن تشقق جدار الخوف الذي أحاط بالمصريين منذ عام 1952 في السنوات الخمس الأخيرة. وأشار إبراهيم إلى أن ''التغيير مسؤولية جماعية مفتاحها الشعب بما فيه من أحزاب ومؤسسات وهيئات وقوى سياسية''. وقال الناشط السياسي: إن الأكثر تنظيماً هو الذي يستطيع القيادة وإن الحركات الاحتجاجية في مصر لعبت دورا كبيرا خلال الفترة الأخيرة في دفع مجموعات من الشعب للمشاركة في العمل العام، مؤكداً أن أي تحرك تقوم به أي فئة اجتماعية مسموع جيدا لا في مصر فقط بل في خارجها أيضا. وكان الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر، قد شن مؤخرا هجوما عنيفا على البرادعي، والذي أسس جمعية تجمع تواقيع تطالب بتعديل الدستور وإجراء إصلاحات سياسية في البلاد. وقال القيادي بالحزب، علي الدين هلال، إن ما يطلبه البرادعي من تعديل للدستور أمر غير منطقي وغير واقعي، ولا تعديل للدستور حاليا، حتى لو جمع مليون توقيع، لأننا يمكن أن نرد عليه بجمع 5 ملايين توقيع ترفض إجراء تعديل للدستور.واضاف، إن ما يتردد عن استعداد حزبه ضم الدكتور البرادعي بين صفوفه ''أمر غير مطروح بالمرة.. بل إن البرادعي قد صرح مرة أنه غير مستعد للانضمام للحزب الوطني، وأنا بدوري أقول له: وهو أصلا حد دعا حضرتك للانضمام للحزب حتى تعلن أنك ترفض أن تشارك فيه.