بعث الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم برسالة ضمنية أخرى لمناضلي الحزب وحتى إلى منافسيه في الساحة السياسية، مفادها أن الحملة الانتخابية غير الرسمية لاستحقاقات العام 2012 قد بدأت، وقال في هذا الصدد ''إن الحاكم يجب أن يكون خطيبا مفوها ومفهوما لكي يستطيع أن يجند كل إمكانيات حزبه وأن يوصل البرامج المعدة من قبله''، من جهة أخرى شدد الرجل على أن السياسة ليست كما يعتقده البعض من أنها نفاق، بل أكد على أنها عمل أخلاقي يعتمد في صلبه على الوقوف على شؤون الرعية وتحقيق آمال وتطلعات الشعب. وجاءت هذه التصريحات للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم نهار أمس في الندوة التكوينية الجهوية لولايات الوسط التي نظمتها أمانة الشباب والطلبة التابعة للمكتب السياسي والتي نشطها كل من عضو المكتب السياسي عبد القادر زحالي وعضو المكتب السياسي عبد الرحمن بلعياط ونشطها كل من الأستاذ السعيد بومعيزة والأستاذ مخلوف بوكروح، والتي جمعت 236 شاب من إطارات الحزب في 16 محافظة منهم 190 من الذكور و36 من الإناث من ضمنهم 4 حاصلين على شهادة الدكتوراه و7 من حملة شهادة الماجستير، 3 محامين، و3 أطباء و6 أساتذة جامعيين. وكان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، قد افتتح الندوة التكوينية بمجموعة من التوجيهات التي حملها خطابه الذي ألقاه على مسامع الحضور، مذكرا بالسياق الذي تأتي فيه هذه الندوة التي تترجم ما تم إقراره عقب الدورة الأولى للجنة المركزية وللوائح المؤتمر التاسع الأخير المنعقد هذه السنة. في هذا الصدد أكد المتحدث أن حزبه يولي أهمية بالغة للتكوين الذي يشمل العديد من الجوانب مثل التعرف على القانون الأساسي والنظام الداخلي وكيفيات الحديث بحضور الجمهور، موضحا أن ذلك يحتاج إلى تبليغ جيد للرسالة وهذا يتطلب خطباء مهرة، وذلك لا يمكن الوصول إليه إلا بطلب العلم والموهبة، مفيدا بوجود 100 كتاب وأكثر تتحدث على هذا الفن لوحده'' والذي يتطلب منا الاهتمام به نظرا لأن الأحزاب تحتاج لمن يبلغ ويقنع الآخرين وفي هذا الصدد تأتي هذه الورشات''- يضيف بلخادم. إلى ذلك أبرز أمين عام الأفلان مجموعة الشروط الكامنة وراء خطاب هادف وسليم وقادر على الوصول إلى الجماهير، منها الإدراك لمفهوم الخطاب والارتجال مع سبق الإعداد والمهارة اللغوية وتحديد الهدف والثقة بالنفس، ومراعاة حالة السامعين والمجتمع المخاطب والإيمان بما يقوله الخطيب، لينتقل إلى مرحلة التخطيط الذي يبدأ بالإعداد للموضوع ثم البدء بالحديث في صلب الموضوع. وعقب إنهاء الأمين العام لتدخله أعطيت الكلمة للأستاذ المحاضر سعيد بومعيزة الذي حاضر حول الجانب المعرفي للتبليغ السياسي، حيث كشف عن وجود أزيد من 50 مليون رابط الكتروني في محرك ''غوغل'' الشهير قال إنها كلها متصلة بموضوع فن الخطابة والتبليغ السياسي. وأكد المتحدث وجود ارتباط كبير في عالم اليوم بين فن إدارة الأعمال أو المناجمنت والاتصال والذي تتداخل فيه كل العلوم، مشيرا إلى أنه وبالرغم من تزايد الشبكات الاجتماعية الجديدة التي أخذت أنواعا عدة كشبكة التويتر والأنترنت والمسنجر والفايس بوك، إلا أنه أكد أن هناك عودة قوية للاتصال الشخصي الذي لا يمكن إيصال الأهداف إلا به. وفي ذات السياق قال المتحدث إن الاتصال عملية مبنية على الإقناع والتأثير في الآخر وفي آرائه من أجل تغيير سلوكه، وهذا بالحفاظ على كرامته ودون أن يشعر أنه كان محل تلاعب بالعقول، وأفاد أن الاتصال أصبح ضروريا للغاية في عالم اليوم لاسيما في عالم السياسة. وأفاد الدكتور معيزة في هذا الشأن أن نسبة 15 بالمائة من النجاح تعود لمعارف الإنسان، و85 بالمائة تعود لهندسة العلاقات الإنسانية، ولب هذه الهندسة هو الاتصال والقيام بالمهارة الاتصالية.