تحولت ليالي النصف الثاني من شهر رمضان المعظم بمدينة ورقلة إلى ما يشبه فضاء يستهوي السكان الذين يشعرون بنوع من ''التحرر'' من قبضة موجة الحر الشديد التي تحاصر المنطقة منذ مدة، وقد انعكس تزامن شهر الصيام هذه السنة مع هذه الأجواء الصيفية ''الثقيلة'' على يوميات السكان الذين يحاولون التكيف مع هذه الأجواء المناخية الساخنة غير المسبوقة حسب شهادات بعض الطاعنين في السن، مما فرض على الجميع التقيد بسلوكات محددة قصد تجنب مضاعفات الحر الشديد. وقد خيمت على مدينة ورقلة وعلى غرار العديد من مدن الجنوب طيلة النصف الأول من هذا الشهر الفضيل حالة من السبات العميق الذي تعكسه ظاهرة الهروب الجماعي سواء في اتجاه مناطق شمال الوطن أو الاستقرار بالسكنات التي تتوسط بساتين وواحات النخيل، في حين فضل البعض الآخر المكوث في البيوت طيلة ساعات الصيام نهارا التي لم تنخفض بها درجات الحرارة عن سقف 40 درجة مئوية وذلك تفاديا لأشعة الشمس اللافحة حيث، يفضل الصائمون التقليل من التنقلات إلا للضرورات القصوى. إلا أنه وبعد انقضاء هذه الفترة من شهر رمضان المعظم بدأت الحيوية تدب تدريجيا في أوصال مدينة ورقلة التي تشهد شوارعها خاصة في الفترات الليلية ما يشبه الغزو الجماعي للصائمين الذين يغتنمون فرصة انحسار الحر للتجوال والتسوق من المحلات والفضاءات التجارية، مع اقتراب موسم الأعياد التي تسمى محليا ب''العواشير'' التجارية، حيث تعرف المدينة انتعاشا متزايدا من حيث إقبال الزبائن والمتسوقين.