تمكنت المؤسسة الاستشفائية العمومية للرويبة بولاية الجزائر من جمع 118 تبرعا بالدم خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الجاري، والعملية ما تزال مستمرة، وهي تندرج ضمن المخطط الوطني للتبرع وجمع الدم الذي سطرته وزارة الصحة مؤخرا بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والوكالة الوطنية للدم، بحسب ما أكدته ل''المساء'' الدكتورة ''أمينة لعيادي'' أخصائية تحقين الدم ورئيسة مصلحة حقن الدم بالمؤسسة الاستشفائية للرويبة. يشكل رمضان فرصة للعمل الخيري بكل أوجهه، حيث تتجه أنشطة المجتمع المدني بمؤسساته الاجتماعية وجمعياته المدنية إلى السعي للاستجابة لمتطلبات وحاجيات المعوزين والفقراء والمرضى خلال هذا الشهر الفضيل، فتتعدد المبادرات وتتنوع أشكال المساهمة في سد حاجيات فئات من المجتمع في هذا الميدان، ويظهر التبرع بالدم كأحد أهم المساهمات الشخصية التي يقبل عليها الصائمون في مجتمعنا، كخطوة يجعلها البعض في خانة الصدقة الجارية. وأكد بعض أولئك المحسنين شعورهم بسعادة كبيرة أثناء تبرعهم بالدم وإحساسهم بنوع من رضى الضمير بفضل استغلال رمضان كمحطة للبركة وفعل الخيرات ومضاعفة الحسنات. 76 مسجداً بالجزائر العاصمة لجمع التبرعات من الدم تزامن شهر رمضان في السنوات الأخيرة مع فصل الصيف والعطل السنوية والجامعية، مما أثر على عدد المتبرعين بالدم من جهة والتخوف من التبرع بالدم أثناء الصيام من جهة أخرى. ولذلك تم وضع إجراءات خاصة تهدف إلى تدعيم عمليات جمع الدم خلال شهر رمضان المعظم حيث يتم جمع التبرعات بعد الإفطار سواء على مستوى هياكل حقن الدم أو شاحنات جمع الدم التي توضع أساسا أمام المساجد، وقد جندت الوكالة الوطنية للدم 76 مسجداً بالجزائر العاصمة لوحدها خلال هذا الشهر المعظم، تضاف إليها شاحنات جمع الدم التي تتواجد بالساحات العمومية الكبرى للولاية والتي يسهر عليها، مثل باقي الوحدات المتنقلة المتواجدة عبر القطر، أطباء ومختصون في حقن وفصل الدم. من بين المقاطعات الإدارية بشرق ولاية الجزائر توجد مدينة الرويبة بمؤسستها الاستشفائية العمومية التي وفرت لها شاحنة كبيرة لجمع الدم تقصد مساجد المدينة وما جاورها لجمع الدم بعد صلاة التراويح. وقالت الدكتورة ''لعيادي'' إن أول حملة لجمع الدم أقيمت في 15 أوت الجاري بمسجد ''الرحمة'' وسط مدينة الرويبة، حيث بدأت العملية عند العاشرة ليلا واستمرت الى الثالثة صباحا تم خلالها جمع 65 تبرعا. وحملة خاصة في ليلة القدر وأكدت الدكتورة المشرفة على العملية أن الازدحام شكل أهم ميزة خلال هذه الحملة، بحيث اصطف العشرات من المواطنين بالقرب من الشاحنة ينتظرون دورهم في التبرع بدمهم انطلاقا من روح التعاون التي تطبع سلوك الجزائريين، واستمرت العملية إلى وقت السحور، وساعد في ذلك السهرات الرمضانية طوال الليالي الصيفية التي تطبع أجواء شهر الصيام بمجتمعنا هذه السنة. وشرحت المختصة أن الدم الذي يتم جمعه يدخل إلى مصلحة تحقين الدم، حيث يتأكد من سلامته تقنيون مختصون ثم يتم إخضاعه للفحص الدقيق، إلى جانب معرفة زمر الدم، ثم يتم فصل الدم الى 3 مكونات رئيسية هي الصفائح والبلازما والكريات الحمراء وتوضع بالبنك الخاص في انتظار توزيعها على الأقسام التي تسجل احتياجات لنقل الدم. أما الحملة الثانية التي أشرفت عليها ذات المؤسسة الاستشفائية فكانت في 19 أوت بمسجد ''الفتح'' بمدينة الرغاية، حيث بدأت بعد التراويح واستمرت إلى الثانية صباحا، وتم خلالها جمع 53 تبرعا. فيما تمت الحملة الثالثة في 24 من الشهر الجاري بمسجد ''احمد حماني'' بمدينة الدارالبيضاء. وبرمجت حملة رابعة في ليلة السابع والعشرين من رمضان في خطوة دأب عليها المركز كل سنة، وأشارت الدكتورة لعيادي إلى أن فريقها الطبي تمكن ليلة القدر لرمضان 2009 من جمع 66 تبرعا، وأشارت إلى أنه في هذه الليلة يشهد مركز تحقين الدم توافدا كبيرا للمتبرعين رجالا ونساء على حد سواء عكس بقية الحملات حيث يسجل حضور الرجال فقط. واعتبرت الدكتورة ان رمضان فرصة حقيقية لجمع التبرعات بالدم بحيث يكثر عدد المتبرعين طواعية بمجرد وضع الشاحنة أمام المساجد، في الوقت الذي تتراجع فيه العملية كثيرا باقي أيام السنة بمركز تحقين الدم الذي يستقبل يوميا من 5 إلى 10 متبرعين لا غير، ويرجع الفضل في جمع التبرعات بالدم إلى الحملات التي تنظم هنا وهناك وتسخر لها الشاحنات المتنقلة والتي بفضلها تمكن مستشفى الرويبة من جمع 5 آلاف تبرع بالدم العام الماضي، بحسب الدكتورة لعيادي. جدير بالذكر أن الوكالة الوطنية للدم كانت قد بادرت منذ سنوات إلى القيام بحملات للتبرع بالدم بالقرب من المساجد بعد صلاة التراويح، ولقيت إقبالا كبيرا من طرف المصلين. وتم خلال رمضان 2009 جمع 36895 تبرع بالدم على المستوى الوطني، نصف التبرعات جمعت بواسطة شاحنات جمع الدم التي تتمركز بالقرب من المساجد أو في الأماكن العمومية.وتتوقع ذات الجهة تحقيق رقم أكبر من عدد المتبرعات العام الماضي في انتظار ما ستسفر عليه العملية بانتهاء رمضان الفضيل، قياسا بعدد المصلين الذين يقبلون بشكل كبير جداً على شاحنات التبرع بالدم.