تعود قصة ضريح '' ماما بينات'' المتربع بأعالي منطقة بني حواء الساحلية بالقرب من مدينة تنس، إلى شهر جافي من العام 1802. قصة تشبه أسطورة خيالية نسج خيوطها، منذ سنوات، أسطول حربي هولندي اسمه '' البنال '' مشكل من سبع سفن بعث بها بونبارت إلى ''سان دومينيك'' للقضاء على التمرد الذي وقع في مقاطعة لويزيان الأمريكية. حسب الأستاذ ''مروان'' الباحث في تاريخ المنطقة منذ سنوات، فإن تسمية ''ماما بينات'' تعود لإحدى الراهبات الهولنديات السبع اللائي كن من بين 500 راكب على متن '' البنال''، لتتحول ''ماما بينات'' ورفيقاتها الراهبات إلى أسطورة نسجت تفاصيلها على شاطى من شريط البحر الأبيض المتوسط وبالضبط بمنطقة بني حواء إحدى أجمل المناطق الساحلية في الجزائر. ''ماما بنات '' سيدة السياحة في بني حواء ووفقا للرواية التي يرددها سكان المنطقة حول ''قبر الرومية''، وهي التسمية الأكثر تداولا على ضريح ''ماما بينات''، فإن السفينة ''البنال'' تعرضت لعاصفة عاتية في طريقها إلى ''سان دومينيك'' مما اضطر ربان السفينة إلى الرسو بمركبه في خليج صغير بعدما خسر الاسطول الكثير من سفنه وركابه وفقا للتقرير الذي بعث به القائد للسلطات العسكرية، فيما اتجه من كتب له النجاة إلى دار الإسلام وهي زواية قرآنية خاصة بالمتصوفين من اهل المنطقة. وكان من بين الناجين ''ماما بينات'' التي اقترن اسمها بمنطقة بني حواء الساحلية، حيث يتواجد ضريحها الذي أصبح من بين المعالم الأثرية والسياحية هناك. هولندية تحكم بين حواء بالشرع ذلك أن ''ماما بينات'' ورفيقاتها الست طالبن بالإقامة في دار الإسلام نظرا لكرم الضيافة من الأهالي والترحاب، ما جعلهن يتزوجن من المسلمين إلا واحدة منهن أبت الزواج رغم اعتناقها الإسلام، وكانت رائعة الجمال، ومع مرور الوقت أصبحت من المتميزات بحكمتها وثقافتها مما أهلها لأن تكون عضوا من جماعة حكماء المنطقة، وكانت هذه السيدة هي ''ماما بينات''. وعاشت ''ماما بينات'' في مجتمعها الجديد بين إخوان يجمعهم الاسلام بكل سموه وعدالته، ما جعلها تركن ماضيها في زاوية من ذاكرتها وتعيش للنور فقط الذي ملأ قلبها وفاض عليها جمالا ووقارا وأصبحت من أعيان المنطقة. ومهما فاض بها الحنين إلى طواحين الريح والصقيع، كان دفء الإسلام وجمال المنطقة يعوضها حنين الوطن. إلى أن جاء أجلها لتلتحق بالرفيق الاعلى، حيث تم دفنها في منطقة بني حواء التي تقع شمال عاصمة الشلف قرب منحدر ليس ببعيد عن البحر في المكان الذي نجت فيه من الغرق، وشيد على قبرها قبة مع أخواتها وكتب على ضريحها هنا ترقد ''ماما بينات'' مع رفيقاتها المتدينات اللواتي نجون من غرق باخرة ''البنال''. وقد بني قبرها سنة 1936 ثم هدمه الزلزال الذي ضرب المنطقة سنة 1954 وقد تم إعادة بناء القبر. وتؤكد جل الروايات أن ''الأم بينات'' ماتت مسلمة، ربما هذا ما جعل الأهالي يطلقون عليها اسم الأم بدل الأخت التي يطلقها النصارى على الراهبات، وهناك روايات أخرى تقول إنها ماتت على ديانتها المسيحية وهذا حسب رسالتها التي كتبتها الى رجل كنيسة تولورا، حيث جاء فيها ''إن أهل بني حواء وعدوها بالمساعدة للعودة''. يبقى ضريح ''ماما بينات'' شاهدا على آثار مدينة بني حواء الساحلية.