استبعدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ''فاو'' أن تندلع في المدى القريب أزمة غذاء عالمية جديدة مماثلة للأزمة التي اندلعت قبل عامين، لكنها حذرت في المقابل من خطورة تقلب الأسعار على الأمن الغذائي. وقالت المنظمة عقب اجتماع بروما شارك فيه خبراء من 75 دولة، وناقش ارتفاع أسعار الغذاء في الآونة الأخيرة، إن هناك توازنا بين عرض الحبوب والطلب عليها. ولاحظت أن أسعار الحبوب في الأسواق العالمية قفزت منذ جويلية الماضي بنسبة تصل إلى 80 بالمئة، بينما ارتفعت أسعار الذرة بنحو 40 بالمئة، لكن خبراء المنظمة خلصوا إلى أنه ليس هناك علامات تنبئ بأزمة غذاء. وأشارت الفاو في هذا السياق إلى أن محاصيل الحبوب في العالم هذا العام هي ثالث أكبر محاصيل على الإطلاق. وكانت أسعار الحبوب شهدت ارتفاعات هذا الصيف مما أدى إلى توترات في الأسواق, وفجر مواجهات مثلما حدث في موزمبيق بعدما رفعت حكومة هذا البلد الأفريقي أسعار الخبز. وكان من العوامل التي تسببت في تلك الارتفاعات تراجع المحاصيل في منطقة البحر الأسود، بما في ذلك روسيا التي اجتاحتها في جويلية وأوت الماضيين حرائق نجمت عن الجفاف، وأتلفت قسما من المحاصيل. وفي بيان صدر في اجتماع خبرائها بروما، عزت الفاو ارتفاع أسعار الحبوب في الآونة الأخيرة إلى ثلاثة عوامل رئيسة، هي الفشل غير المتوقع للمحاصيل، والسياسات التي انتهجتها الحكومات لمعالجة ذلك الوضع، وعمليات المضاربة. وأوصى الخبراء باستكشاف آليات جديدة لتحسين مستوى الشفافية في ما يتعلق بتجارة الحبوب، والتصدي للأخطار المرتبطة بتقلبات الأسعار، ومنها نقص المعلومات، وعمليات البيع التي يطغى عليها الذعر.