خرجت الندوة الدولية حول حق الشعوب في المقاومة والتي أخذت حالة الشعب الصحراوي كموضوع نقاش، خرجت أمس بجملة من التوصيات كان على رأسها مواصلة مساندة القضية الصحراوية من اجل إقامة استفتاء عادل ونزيه في اقرب وقت وبإشراف الهيئة الأممية، بالإضافة إلى دعم المقاومة المدنية السلمية في الأراضي الصحراوية المحتلة وبشتى الوسائل والطرق، وفضح وإدانة خروقات حقوق الإنسان المرتكبة في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، زيادة على هذا فقد طالب المشاركون بتحطيم جدار ''الصمت'' وفك العزلة الإعلامية المفروضة من قبل الاحتلال المغربي على السكان الصحراويين في الأراضي المحتلة، والتركيز على إثارة اهتمام وسائل الإعلام الغربية على الخصوص، بالإضافة إلى تنظيم مقاطعة كل الأنشطة التجارية التي تساهم في استنزاف الثروات الطبيعية للصحراء الغربية، وكذا العمل على المزيد من الترويج للقضية الصحراوية والتعريف بها وضمان انتشار صداها وتردده بصورة أوسع. وجاءت هذه التوصيات وغيرها، في ختام الندوة الدولية لمساندة قضية شعب الساقية الحمراء ووادي الذهب والتي أنهت أشغالها أمس بفندق دار الضياف بالعاصمة الجزائرية، والتي حضرها مشاركون بأكثر من 250 شخصية يمثلون القارات الخمس من بينهم حائز على جائزة نوبل للسلام وشخصيات دولية وصحراوية وإطارات جزائرية تمثل أغلبية الأحزاب الوطنية. وكانت قاعة الندوات بفندق دار ضياف-شراقة بالجزائر قد عرفت تواصل المداخلات والمحاضرات التي قدمها أساتذة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والقانون الدولي، بالإضافة إلى محاضرات قدمت من طرف وجوه حزبية عالمية، أكدت كلها على عدالة القضية الصحراوية، وضرورة مد يد العون لها بكل الوسائل من اجل حصدها لمزيد من الدعم في هذا الوقت بالذات. وفي هذا الصدد تسأل البعض على عجز الأممالمتحدة في الوصول إلى حل يكفل للشعب الصحراوي الانعتاق والحرية في ظل اعتراف أغلب دول العالم بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره نفسه بنفسه. كما أدانت الندة السياسات والتواطؤ من طرف الحكومتين الفرنسية التي تلعب دورا بارزا في منع الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير مصيره كشعب مستعمر، مشيرين إلى أن العالم يعيش انحرافا خطيرا تقوم به بعض القوى للحيلولة دون وضع توصيات الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة حيز التنفيذ. وذكرت الندة بجميع الندوات والأسابيع التضامنية والمحاضرات التي عقدتها حركة التضامن الدولية حول مختلف جوانب القضية الصحراوية- القانونية، الإنسانية، الاجتماعية، السياسية- والتي بينت بما لا يدع مجالا للشك حيوية الشعب الصحراوي، ونفسه الطويل وتجنده من اجل انتصار حقه في الحرية والاستقلال والديمقراطية. كما كشفت هذه المناسبة على أن المقاومة الصحراوية قد نزعت القناع عن همجية المحتل المغربي وخرقه اليومي لحقوق الإنسان بممارسة التعذيب، والاعتقالات التعسفية، والاغتصاب والاختفاء القسري والمحاكمات الصورية. وشددت الندوة في الأخير، على أن تشكيل مثل هذه الندوات عبر كل أقطار العالم هو '' ينبوع من أجل مساندة الحركة التضامنية الواسعة لمنظمات المجتمع المدني مع الشعب الصحراوي المكافح، لتشكل صدى مترددا للكفاح الصحراوي في الأراضي المحتلة ومنبرا للتنديد بالخروقات الممنهجة لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام المغربي، ولتكون بمثابة'' شاشة كبيرة لمشاهدة وتمحيص المجازفات ورهان المناورات الاجرامية حول ملف الصحراء الغربية، ولتشكل أيضا إطارا للعمل المساند ماديا سواء للاجئين الصحراويين أو للصحراويين داخل الأراضي المحتلة. جدير ذكره في الأخير أن هذه الندوة قد عرفت حضور السيد بيار غالان وهو رئيس اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي، وازوفالدو اتدراد رئيس الحزب الاشتراكي ووزير العمل والتخطيط الاسبق الشيلي ووجوه حزبية من نيجيريا وجنوب افريقيا-حزب الاي ان سي- ومن فلسطين ومالي ونيكارغوا وكوبا والنمسا التي مثلت بقيادة رفيعة المستوى علاوة على ممثلين من اغلب دول العالم الأخرى.