تعيش أكثر من 800 نسمة تقطن بمزرعة الشهيد سي قدور المعروف ماكساس الواقعة على نحو ستة كيلومترات عن بلدية مراد بتيبازة أوضاعا صعبة وقاسية للغاية نتيجة افتقاد هؤلاء السكان إلى مستلزمات الحياة التي يتطلعون إليها في غياب بصيص أمل في تحسين أوضاعهم المعيشية ذات يوم. المزرعة المذكورة التي يعود تاريخ نشأتها إلى الحقبة الاستعمارية، لم يطرأ عليها منذ تلك الفترة وإلى يومنا هذا أي تغيير يذكر. حسب شهادات السكان ومعاينتنا الميدانية لها سوى تضاعف عدد المقيمين بها، فقد اشتكى لنا هؤلاء بمرارة كبيرة انعدام المياه الصالحة للشرب، مما دفعهم إلى جلبها من أماكن مختلفة وحتى من البلديات المجاورة مثل بوركبكة التي تبعد عنها بنحو ثلاثة كيلومترات، والمفارقة العجيبة في هذا الشأن هو احتواء منطقتهم على مورد مائي هام يتمثل في منبع ''سيدي يحيى'' الذي بإمكانه حسب أحد أعضاء المجلس البلدي لمراد أن يمون البلدية بأكملها وحتى البلديات المجاورة لها بالمياه الصالحة للشرب غير أن غياب المبادرات لتثمين ثروات هذا المورد الطبيعي الهام حال دون ذلك. السكان المتضررون من هذه الوضعية ناشدوا المسؤولين المحليين التدخل للنظر في مشكلتهم التي ستزداد وكالعادة تأزما وتعقيدا خلال فصل الصيف الذي يكثر فيه استعمال هذه المادة الحيوية. وعلى صعيد آخر اشتكى محدثونا من سوء وضعية شبكة الطرق التي توجد في وضع كارثي بفعل عدم تعبيدها وصيانتها، مما جعلها غير صالحة للاستعمال سواء من طرف الراجلين أو أصحاب السيارات خاصة التلاميذ الذين يجدون خلال فصل الشتاء صعوبات كبيرة أثناء التحاقهم بمقاعد الدراسة، حيث يجبر بفعلها العديد منهم على انتعال أحذية مطاطية. أما فيما يتعلق بباقي المرافق الحيوية الأخرى فلا مجال للحديث عنها لأنها وببساطة لا اثر لها مما جعل السكان يشعرون بالإقصاء والتهميش من طرف السلطات الوصية التي لم تدرج حسبهم هذا التجمع السكني المنسي ضمن أجندتها التنموية.