اقتبس الشاعر نذير حسين عن نصوص كليلة ودمنة لابن المقفع فكرة عمله الجديد والمتمثل في مسلسل تلفزيوني خاص بالأطفال، وهو ثاني عمل يلتقي فيه السيناريست نذير حسين والمخرج يوسف بوشوشي بعد الفيلم التلفزيوني ثمن الحرية سنة .2007 المسلسل الذي بقي في أدراج لجنة قراءة التلفزيون، قرابة العامين قبل أن يحصل على موافقة التلفزيون، تشارك فيه مجموعة من خرجي معهد التمثيل برج الكيفان منهم الممثل ربيعي محمد ربيع في دور الثرمالة، الممثلة فاطمة الزهراء بوروبة في دور كليلة، إبراهيم شعبي في دور النمر، عادل مخالفية في دور دمنة وشفيق كلواز في دور الذئب. وكان فريق العمل قد انتهى منذ يومين، من تصوير أولى الحلقات وعنوانها دمنة الأستاذ والتي تروي حياة دمنة الثعلب من عائلة ابن أوى، الذي انطوى على نفسه وأصبح زاهدا في الحياة، فيحاول الملك الاستفسار عن سبب حالته فيرسل إليه مجموعة من الحيوانات يدعوه من خلالها إلى الانضمام إلى حياة الجماعة، فيقبل ويأتي معهم عند الملك، وإذا بدمنة يتفاجأ من طلب الملك جعله مساعدا له في شؤون الغابة، بحكم علمه ومعرفته، فيتردد كثيرا مخافة مكائد الطامعين في الحكم، وبعد حوار دار بينهما يقتنع دمنة بأن يكون وزيرا على الخزائن شرط أن لا ينازعه فيها أحد. ويتطور الخط الدرامي للحلقة لما تفكر مجموعة من الحيوانات في الإيقاع بدمنة في مكيدة، ويتهم بعدها بالسرقة، فتبدأ مهمة التحقيق ويكتشف بعدها المتسببين في المكيدة فترجع الأمور إلى نصابها الأولى، وتشتد ثقة الملك بدمنة ويرفعه إلى أعلى المراتب. وتنتهي الحلقة بوصية دمنة مضمونها: ''نوصيكم وصايتي هذه اسمعوها وديروها في البال ديروا الخير، الشر ماشي مليح، الإنسان يرحم خوه الإنسان، أرض الله واسعة، وكلها خير، صفوا قلوبكم من الحسد، ما تكذبوش، الكذب حرام، غذوا عقولكم بالعلم والمعرفة، العلم أصديق، نور ساطع تنالو الحرية والحياة سعيدة، الأخوة منبع الحب هذه هي الوصية، أعملوا بها تنفعكم''. وهي رسالة موجّهة إلى الصغار والكبار.