ندد المجتمع المدني البريطاني وحقوقيون ومجموعة من المنتمين إلى الطبقة السياسية في بريطانيا إزاء ما يقع للشعب الصحراوي، فقد أثار فيلم قصير يحمل عنوان ''المشكل'' يروي كفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره تم عرضه الخميس المنفرط بإحدى قاعات السينما في العاصمة البريطانية لندن انفعالا واستياء بين المشاهدين. وكانت وكالة الأنباء الجزائرية قد نقلت وقائع الفيلم والذي صور بواسطة كاميرا خفية من طرف مجموعة من الصحافيين الدوليين الأعمال الفظيعة والممارسات التي يرتكبها الجيش والشرطة في المغرب في حق الصحراويين. ويصور مشهد من الفيلم مسيرة سلمية لمواطنين بمدينة العيون وهم يحملون علم الجمهورية الصحراوية، حيث تعرضوا لقمع الشرطة المغربية التي لم تستثن الأطفال والأمهات. كما أعطى التصوير الخفي لهذا الفيلم الكلمة لمحتجزين سابقين تعرضوا لوحشية الجيش الملكي. لقد '' قضيت 25 سنة في السجون المغربية وأنا متأكد بأنني أقدم سجين سياسي بإفريقيا بعد نلسون منديلا'' يقول محمد ولد مختار الذي أشار إلى عمليات التعذيب التي تعرض لها خلال مدة سجنه. في نفس الخصوص صرح هذا السجين أن ''ما يقوم به المغرب على أراضينا يعتبر انتهاكا دائما لحقوق الإنسان'' مشبها ذلك بما يتعرض له الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي. وتتناول شهادات الصحراويين في هذا الفيلم كلها ''تواطؤ اسبانيا التي وقعت على اتفاقات مع المغرب من أجل استغلال'' الثروات الطبيعية للصحراء الغربية. كما وجهوا أصابع الاتهام ل ''صمت فرنسا'' البلد الذي يدعي ''الحرية والمساواة والإخاء''. من جهة أخرى أكد مواطنون آخرون ''لا يوجد أي بلد عبر العالم يهتم بنا باستثناء الجزائر التي تساند بكل شجاعة قضية عادلة''. في نفس الخصوص صرحت الناشطة المعروفة أميناتو حيدر ''إننا معزولون كليا عن العالم'' وبخصوص ظروف الحجز على مستوى السجون المغربية التي قبعت بها هي شخصيا مؤخرا قبل إطلاق سراحها تحت ضغط المجتمع المدني الدولي تحدثت السيدة حيدر عن ''اغتصاب النساء والفتيات الصحراويات من طرف الجنود'' وكذا ''عمليات التوقيف والاختفاء والتعذيب يوميا''. ومن جهتها أكدت أمينة سجينة أخرى على انتهاكات حقوق الإنسان مشيرة إلى وجود أشخاص بالصحراء الغربية لم يلتقوا بذويهم منذ ما لا يقل عن ثلاثين سنة'' مما أذهل المستمعين وأثار انفعالهم. ومن الناحية العسكرية تناول فيلم ''المشكل'' تاريخ نضال جبهة البوليزاريو ميدانيا، مشيرا إلى أن الحرب وإن لم يتم التصريح بها فإنها تكلف المغرب 3 ملايين دولار يوميا. وعقب الفيلم جرى نقاش دام قرابة أربعين دقيقة حيث دارت الأسئلة حول دور الأممالمتحدة بالمنطقة لاسيما من خلال بعثة المينورسو حيث أكد المتدخلون ''يفترض أن تقوم الأممالمتحدة بتحقيق السلم وتسجيل حالات انتهاكات حقوق الإنسان فكيف يمكن أن يمارس هذا العنف البربري اليوم أي في القرن ال21 ''. وقد اعتبر العديد من المتدخلين أن وضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية تعتبر ''غير مقبولة''. وللإشارة فقد نال الفيلم في سنة 2010 جائزة منظمة العفو الدولية بسان سيباستيان وجائزة أخرى في أسلو.