أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أن حزبه يمثل إرثا حضاريا وامتدادا ثقافيا وهو ما يتجلى في أدبياته ومبادئه ومراميه، ومن هذا المنطلق يعتقد الحزب العتيد أن السياسة أخلاق وفضائل لا مجرد مصالح وانتهازية، وان السياسة لحمة ووحدة وخدمة للصالح العام وليست فتنا وإحنا وفرقة وشتاتا، وهو ما يحاول الحزب غرسه في الناشئة والمناضلين من خلال نشاطاته المتعددة وأضاف بلخادم في كلمته في أشغال الندوة الجهوية لحزب جبهة التحرير الوطني لمنطقة الجنوب التي نظمت أمس السبت بورقلة حول موضوع تقنيات الاتصال السياسي في حضور أكثر من 500 شاب من 8 ولايات، بأن قناعات حزبه وسيرته منذ نشأته لم تسجل تخلفا عليه في إعطاء أرقى الدروس في النضال والوطنية، حيث تحدث بلغة هادفة وصريحة عن الحملات التي وصفت بالمسعورة والتي تستهدف الحزب العتيد في الآونة الأخيرة، والتي اتهم فيها بلخادم أطرافا بالوقوف وراءها خدمة لمصالح وأهداف أطراف أخرى خارج الحزب ولا تمت له بصلة. وتحدى بلخادم بلغة قوية تلك الأطراف الواقفة وراء التضخيم والتهويل والحملات الشعواء التي تستهدف الأفلان بأن تحذو حذو حزبه وتحكّم الصناديق في إعادة هيكلة قواعدها ومكاتبها، لأنه في منظور بلخادم فإن سياسة حزبه في إعادة الهيكلة بالاحتكام إلى الصناديق ضربة قاتلة لتلك الأطراف التي لا يخدمها تجذر الممارسة الديمقراطية في الحزب العتيد الذي تؤكد كل الاستطلاعات أنه أكبر حزب على الساحة الوطنية، لاسيما وأن تلك الأطراف المعنية والمستهدفة من كلمة بلخادم تنتهج التعيين والتوصيات في تسيير شؤونها الحزبية، ونهج الأفلان الأخلاقي في السياسة وطريقته في ترسيخ الديمقراطية لا تخدمها وتهدد مكانتها في الساحة وأقرب دليل على ذلك فعاليات المؤتمر التاسع ولوائحه، وهو مكمن قوة حزب جبهة التحرير الوطني الذي فتح أبواب التنافس المشروع وتحقيق الطموحات المشروعة أيضا أمام مناضليه، خاصة وأن البيادق المروجين لتلك الحملات لا يتعدون أصابع اليد الواحدة حسب بلخادم. من جهة أخرى أوضح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن هذه الندوة تأتي في سياق تطبيق توصيات المؤتمر التاسع للحزب وبخاصة فيما يتعلق بانفتاح تشكيلته السياسية على الفئات الشبانية والنسوية. وذكر بلخادم في هذا الصدد بالتوجهات الكبرى التي انبثقت عن هذا المؤتمر موصيا بنقل رسالة أول نوفمبر للأجيال الصاعدة. كما أكد بلخادم في هذا المنظور على ضرورة تحكم شباب و إطارات الحزب المستقبلية في فن الاتصال والإقناع وهو الفن الذي يعتمد على جملة من الخصائص من بينها القدرة على ملكة الإيصال والتبليغ و الثقة في النفس والفصاحة والتحكم في الموضوع والاستقامة في السلوك إلى جانب الصدق في العمل. للإشارة تندرج هذه الندوة التي تتوج سلسلة من الملتقيات التي نظمها الحزب عبر مختلف مناطق الوطن في إطار التكفل بتكوين النخب المستقبلية لحزب جبهة التحرير الوطني من خلال تزويدهم بمختلف وسائل وتقنيات وسائل تنشيط العمل السياسي كما أوضح المنظمون، حيث تم تنظيم 5 لقاءات جهوية من هذا القبيل في كل من عنابة ومستغانم وسعيدة والعاصمة. وبادر محافظ الحزب لورقلة بأخذ الكلمة وسط حضور مكثف لإطارات وقيادات الحزب فضلا عن مناضلي كل من بسكرة وورقلة وإليزي وتمنراست، وأدرار والأغواط وغرداية والوادي ليرحب بالجميع، ويؤكد على صلابة القاعدة ووقفها الدائم إلى جانب قيادتها الشرعية، ليتناول بعدها عضو المكتب السياسي عبد القادر زحالي الكلمة أيضا ليوضح أن هذا النشاط يدخل في إطار تجسيد المواضيع التكوينية التي اختارتها الهيئات المركزية للحزب لفائدة الشباب انطلاقا من التحكم في فن الاتصال السياسي وفيما بعد معالجة مواضيع تنظيم وتنشيط الاجتماعات وتسيير المال العام إلى جانب تسيير النزاعات و غيرها من المواضيع التي ستشكل محاور ملتقيات مبرمجة. هذا وقام كل من الدكتور لعقاب و الدكتور بومعيزة وخليفة بن قارة بإلقاء مداخلات حول تقنيات الاتصال السياسي في هذا الندوة التي دامت يوما واحدا.