واجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما اختبارا حاسما أمس الثلاثاء مع انتخابات التجديد النصفي لاختيار اعضاء مجلس النواب وعدد من اعضاء مجلس الشيوخ، وسط تكهنات بتلقي الديموقراطيين ''خسارة كبيرة'' وتقدم ''الحزب الجمهوري'' الأمر الذي يقوي شوكة اسرائيل ومساعيها لمواصلة البناء الاستيطاني. أدلى الناخبون الأمريكيون أمس الثلاثاء بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي لمجلسي النواب والشيوخ، وسط توقعات بخسارة الديمقراطيين الأغلبية التي يتمتعون بها في مجلس النواب الأمر الذي يشكل ضربة قوية لجهود الرئيس باراك أوباما في التغيير. وصوت الناخبون لاختيار 435 نائب هم كامل اعضاء مجلس النواب، إضافة الى 37 من أعضاء مجلس الشيوخ ال ,100 و37 من حكام الولايات ال ,50 و46 مجلس ولاية. ويحتاج الجمهوريون إلى الفوز ب 39 مقعدا إضافيا في مجلس النواب ليحققوا الاغلبية فيه، وهو عدد تشير الاستطلاعات إلى أنهم سيحققونه بيسر و10 مقاعد ليفرضوا هيمنتهم على مجلس الشيوخ. وعلى الجانب الآخر يأمل الديمقراطيون في الاحتفاظ بالاغلبية التي يتمتعون بها حاليا في مجلس الشيوخ بمقعد واحد او مقعدين على الاقل. وإضافة الى التصويت للنواب وأعضاء مجلس الشيوخ وحكام الولايات ومجالسها، سيصوت الناخبون الأمريكيون أيضا على عدد من الإجراءات المختلفة كتقنين استخدام مخدر الماريوانا في ولاية كاليفورنيا ومنع القضاة من استخدام الشريعة الإسلامية في المحاكم في ولاية اوكلاهوما. ويواجه الديمقراطيون احتمال خسارة 6 مقاعد نيابية ومقعد واحد في مجلس الشيوخ في ولاية اوهايو اضافة الى حاكمية الولاية، الا ان الرئيس باراك أوباما حاول شحذ التأييد لحزبه الديمقراطي يوم الإثنين عن طريق اجراء مقابلات اذاعية عدة. وكان الرئيس اوباما قد أنهى جولة انتخابية سريعة شملت أربع ولايات بسلسلة من اللقاءات والتجمعات في ولاية اوهايو. على الجانب الآخر، تشير استطلاعات الرأي الى تقدم كبير للجمهوريين على الديمقراطيين، بفضل غضب الناخبين على مستوى البطالة المرتفع والنمو الاقتصادي المتعثر وانهيار سوق العقار الذي ادى الى فقدان الكثير من الامريكيين لمساكنهم. كما يستفيد الجمهوريون من دعم حركة ''تيار الشاي'' التي تمثل المعارضة الشعبوية المحافظة لاوباما وبرامجه لانعاش الاقتصاد واصلاح نظام التأمين الصحي. وفي حال فوز الجمهوريين في مجلس النواب، فإن زعيم الأقلية الجمهورية الحالي جون بونر سيصبح رئيسه ليخلف الديموقراطية نانسي بيلوسي، التي تشغل هذا المنصب منذ انتخابات .2006 واذا ما استعاد الجمهوريون الغالبية في مجلس النواب فانهم قد يعرقلون بعض الاصلاحات التي تم تبنيها في ظل الغالبية الديموقراطية في 2009 و2010 مثل الاصلاح الواسع للتغطية الصحية او ضبط المالية. كما يرى مراقبون ان تقدم الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي سيقوي تصميم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة. ونقلت جريدة ''المستقبل'' اللبنانية عن المحلل يوسي الفران ''نتنياهو يمكن ان يعتبر ان انبثاق كونغرس جمهوري اكثر مما هو ديموقراطي يمكن ان يعني المزيد من اصدقاء اسرائيل الذين لا يسائلونها ومن غير المرجح ان يمارس ضغوطا قوية، على الدولة العبرية بخصوص تجميد الاستيطان''. وكانت صحيفة ''هآرتس'' ذكرت في وقت سابق ان الملياردير اليهودي الامريكي شلدون ادلسون احد ابرز داعمي نتنياهو، قدم ملايين الدولارات لهيئات جمهورية تخوض حملة ضد الرئيس باراك اوباما. واعتبرت صحيفة ''يديعوت احرونوت'' الاسرائيلية واسعة الانتشار ان الرئيس اوباما ''ينتظر نتيجة الانتخابات لكي يفجر غضبه'' اثر رفض اسرائيل تمديد قرار التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية ولو حتى لشهرين فقط كما طلبت منها واشنطن.