يدخل الرئيس الأمريكي اليوم امتحانا مصيريا في مسيرته على رأس الإدارة الأمريكية في أقل من عامين منذ اعتلائه كرسي الرئاسة الأمريكية في إطار انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي. ودخل الرئيس باراك أوباما في حرب نفسية مع خصومه الجمهوريين الذين روجوا لفكرة نجاحهم في هذه الانتخابات أسابيع قبل موعدها وقلبهم الكثير من المعطيات السياسية في الولاياتالمتحدة بما يحرم الرئيس أوباما من الأغلبية النيابية في أهم هيئة تشريعية في البلاد. وخرج الرئيس الأمريكي في اكبر حملة انتخابية في عدة ولايات لقطع الطريق أمام خصومه الذين يريدون استعادة الأغلبية في الهيئتين البرلمانيتين وبما يجنبه متاعب سياسية في معاركه القادمة مع الحزب الجمهوري. ويراهن الرئيس الأمريكي في هذه الانتخابات على لعب ورقة مواصلة الإصلاحات التي تعهد بها في بداية عهدته ولاقى مقاومة شديدة من الحزب الجمهوري. وقال اوباما أن ''الجمهوريين إذا كانوا يريدون استغلال هذه الانتخابات للوصول إلى رئاسة مجلس الشيوخ والكونغرس فإن همي الوحيد اليوم هو إتمام خطتي لتمرير قوانين الإصلاحات التي تعهدت بتحققها''. ويحوز الحزب الديمقراطي في الكونغرس على 255 مقعدا نيابيا من أصل 435 بينما حاز الجمهوريون على 178 مقعدا ويحتاجون إلى 39 مقعدا من اجل تحقيق الأغلبية. بينما سيتم تجديد 37 مقعدا نيابيا في مجلس الشيوخ المتكون من 98 مقعدا ويحوز فيه الحزب الديمقراطي على 57 مقعدا بينما يحوز الجمهوريون على 41 مقعدا ويتعين عليهم الفوز بعشرة مقاعد من اجل تحقيق الأغلبية. ويبقى الحزب الديمقراطي بزعامة الرئيس اوباما أوفر حظا للمحافظة على هذه التركيبة لصالحه بما يزيد من متاعب الجمهوريين الذين يستحيل عليهم أحداث اختلال في هذه التركيبة. وإذا كان الجمهوريون قد روجوا لفكر نجاحهم في هذه الانتخابات فإن الرئيس اوباما الذي حمل عصا الانتخابات في عدة ولايات أكد أن حزبه سيحقق نتائج اكبر رغم التراجع الكبير الذي عرفته شعبيته في أوساط الرأي العام الأمريكي في الأشهر الأخيرة بعد أن لاقى صعوبات كبيرة في إدارة الكثير من ملفات السياسة الداخلية والخارجية الأمريكية. وحذر الرئيس الأمريكي الناخبين من مخاطر تحقيق الحزب الجمهوري الأغلبية في الكونغرس لأن ذلك يعني بصورة تلقائية سعي النواب الجمهوريين إلى تعديل القوانين التي تمت المصادقة عليها ومنها خاصة قانون إصلاح الضمان الاجتماعي الذي مكن 42 مليون أمريكي من الاستفادة من العلاج والتعويضات الطبية. كما خاطب الرئيس الأمريكي الناخبين المنحدرين من أصول لاتينية مؤكدا لهم عزمه على تعديل قانون الهجرة رغم المعارضة الشرسة التي يلقاها من طرف النواب الجمهوريين. وينتخب الأمريكيون أيضا اليوم 37 حاكما من أصل حكام الولاياتالأمريكية الخمسين التي يسيطر الديمقراطيون على 26 ولاية بفارق ولايتين فقط عن الحزب الجمهوري الذي فاز ب24 ولاية.