تستعد وحدات الأمن الوطني ابتداءا من مطلع السنة القادمة لإطلاق عشرية الوقاية من حوادث المرور تمتد هذه الأخيرة من سنة 2011الى غاية 2020 يخصص جزء كبير منها إلى إجراء حملات تحسيسية وتوعوية لتسليط الضوء على النقاط السوداء التي تتسبب في حصد الكثير من أرواح الجزائريين سنويا. كشفت دراسة قدمها الخبير في أمن الطرقات الأستاذ عبد الرحمان وافي، أن العامل البشري يتسبب في 80بالمائة من حوادث المرور في الجزائر، و يأتي في المرتبة الثانية التدريب الناقص، والتسرع في منح رخص القيادة لعدد كبير من الشباب، أما السرعة المفرطة وعدم احترام قوانين المرور فتاتي في المرتبة الثالثة. تسجيل 10قتلى في الأيام الماضية ازدادت حوادث المرور في المدة الأخيرة، واتسعت رقعة الخسائر البشرية والمادية بشكل كبير، حيث احتلت الجزائر المرتبة الثانية في الدول العربية في نسبة قتلى وجرحى الطرقات سنويا، وهي أرقام تجعل السلطات المعنية في حاجة ماسة لتشديد وإحكام سيطرتها بشكل كبير، وتشديد عقوباتها ضد المخالفين وحسب آخر إحصائية للدرك الوطني فقد سجلت ذات المصالح 60حادث مرور في الأربع والعشرين ساعة الماضية، أسفر عن وقوع 10ضحايا في مناطق مختلفة من الوطن، وهي أرقام تشير إلى زيادة نسبة الحوادث رغم التدابير والإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها السلطات الأمنية، إلا أن ذلك لم يمنع من تسجيل حوادث مرور خطيرة خاصة في الفترة التي تشهد فيها تساقط أمطار أو في موسم الاصطياف، وحسب الأستاذ وافي فان حوادث المرور أصبحت هاجسا يؤرق يوميات الجزائريين على اختلاف مستوياتهم، نتيجة الكوارث العديدة التي أصبحت تخلفها سنويا. الحرص على التربية السليمة للسواق ارجع الخبير في أمن الطرقات عبد الرحمان وافي أن الأسباب الرئيسية لحوادث المرور حسب نتائج الدراسة التي قام بها، والتي استنتجها الكثير من الخبراء قبله تعود بالدرجة الأولى للعامل البشري، وهو ما يحتم علينا وضع العديد من الحلول التي رآها الأستاذ وافي كافية أو على الأقل تساعد على للحيلولة دون تسجيل أرقام مرعبة لحوادث المرور سنويا في الجزائر كما هو حاصل حاليا ومن بين الحلول المقترحة التي توصلت إليها الدراسة أن 70بالمائة تعود إلى تربية السائق بما أن العامل البشري هو المتسبب الرئيسي في حوادث المرور في الجزائر وقد أثبتت التجارب أن التعليم الجيد واحترام إشارات المرور وعدم التساهل في الامتحانات التي يقبل عليها السواق الجدد يجعل من السائق الجديد سائقا أكثر فطنة والتزاما بالتقيد بإشارات المرور كما أن الغرامة المالية المتشددة والتي لا يمكن التساهل فيها ستخفض 40بالمائةو من حوادث المرور إذا تم اعتمادها بصورة كبيرة وأكثر ردعا، ودعا الأستاذ وافي السواق الجدد إلى ضرورة احترام إشارات المرور وعدم التهور في استعمال السرعة خاصة الشباب منهم الذين لا يعطون أولوية لإشارات المرور إلا إذا كانوا بالقرب من وحدات الأمن في المدن الكبرى كما دعا إلى ضرورة التطبيق الصارم لقوانين المرور وردع جميع المخالفين والسواق المتهورين الذين يتسببون برعونتهم في تسجيل حوادث مرور خطيرة يعرضون فيهم أنفسهم والآخرين إلى مخاطر عديدة تتراوح بين الموت والإعاقة والخسائر المادية المعتبرة والتي تكلف المجتمع والدولة ميزانية كبيرة سنويا. انخفاض حوادث المرور في الثلاثي الأول من 2010 عرف عدد حوادث المرور خلال الثلاثي الأول من سنة 2010 انخفاضا قدر ب11ر31 بالمائة مقارنة بذات الفترة من 2009 كما شهد عدد القتلى تراجعا ب29ر19 بالمائة وكذا الجرحى ب70ر30 بالمائة حسب ما أفادت به حصيلة لمصالح الدرك الوطني. وتشير الحصيلة إلى تسجيل 3658 حادث مرور خلال الثلاثي الأول من 2010 مقابل 5310 خلال ذات الفترة من 2009 ما يمثل انخفاضا يقدر ب11ر31 بالمائة، فيما أحصى 615 قتيل مقابل 762 خلال الثلاثي الأول من السنة الفارطة أي ما يعادل تراجعا يقدر ب29ر19 بالمائة. ونفس الملاحظة بالنسبة للجرحى الذين قدر عددهم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة المنصرمة ب9053 مصاب لينخفض إلى 6274 جريح خلال ذات الفترة من 2010 وهو ما يعكس تراجعا ب70ر30 بالمائة. وقد احتلت الجزائر العاصمة مقدمة الترتيب فيما يتعلق بعدد حوادث المرور متبوعة بسطيف وتلمسان ومعسكر فالبليدة ووهران وباتنة ثم غليزان وبرج بوعريريج والمدية وتيارت تليها باقي الولايات. وتبقى السرعة المفرطة أهم مسببات هذه الحوادث، بالإضافة إلى فقدان السيطرة على المركبة والتجاوزات الخطيرة وعدم احترام الأسبقية وعدم احترام مسافة الأمن وغيرها. وعلى صعيد آخر أفادت قيادة الدرك الوطني بأن الفترة ما بين 7 و13 أفريل قد شهدت وقوع 309 حادث مرور نجم عنه وفاة 50 شخصا وإصابة 496 آخرين. وقد وقع أكبر عدد من هذه الحوادث على مستوى ولاية وهران (20 حادثا) تليها سطيف وميلة ب15 حادث مرور ثم الجزائر العاصمة ومعسكر (14 حادثا) متبوعة بكل من المدية وقسنطينة اللتين أحصتا 12 حادثا س.ح