يتساءل سكان مدينة تبسة ورؤساء الجمعيات الفاعلة، وأفراد المجتمع المدني، والمختصون في المجال الصحي، عن مصير الكميات الضخمة من الأدوية الفاسدة ومنتهية الصلاحية التي لا تزال لحد الساعة مخزنة وقابعة داخل مستودعات بحي طريق بكارية الواقع عند المخرج الشرقي لعاصمة الولاية. وتقدر كميات الأدوية الفاسدة ومنتهية الصلاحية، التي تنتظر قرار الجهات الوصية لإتلافها منذ أكثر من 15 سنة حسب ما علمته ''الحوار'' من مصادر مطلعة، بأكثر من 380 طن من مختلف الأدوية تم جلبها من 14 ولاية شرقية. تشكل الآن خطرا حقيقيا على زهاء 300 ألف نسمة، عدد سكان مدينة تبسة، نظرا لما تحمله هذه الأدوية من مخاطر جسيمة في ظل عدم الإسراع لاتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لإتلافها في ظروف صحية ملائمة وفي أماكن خاصة وبحضور خبراء ومختصين يشرفون على العملية التي طال انتظارها وكثرت حولها علامات التعجب والاستفهام بدءا من قرار وطريقة وكيفية جلب كل هذه الكميات الفاسدة من 14 ولاية وتجميعها بولاية تبسة إلى غاية طول المدة التي بقيت فيها هذه الأدوية التي تحولت مع مرور الوقت بعد انحلالها إلى سموم حقيقية ومواد كيماوية خطيرة على صحة الإنسان والحيوان وعلى الطبيعة والبيئة بصفة عامة. ويمكن حسب ممثلي المجتمع المدني ومختصين في الصحة أن تتسبب في ظهور أمراض خطيرة وأوبئة فتاكة تهدد سلامة وصحة وحياة المواطنين الذين يقفون مندهشين حول مصير هذه الأدوية والسموم أمام تماطل الجهات المعنية في وضع حد لها رغم مرور السنين وتفاقم خطورتها من يوم إلى آخر، وقد أجمع كل من سألناهم من مواطنين ومختصين ورؤساء الجمعيات الناشطة بالولاية عن استغرابهم وحيرتهم من موقف المعنيين بعدم التحرك بسرعة للتخلص من هذه السموم التي تنذر بحدوث كارثة صحية وبيئية قد تكون عواقبها وخيمة على كل الكائنات الحية والطبيعية بصفة عامة. بعد صمتهم المطلق طول هذه المدة وشبح الموت ينام بحوار مواطنين أبرياء وكأن الأمر لا يعنيهم ولا يستحق الاهتمام بتاتا، مديرية الصحة بالولاية ترى بأن مهمتها تكمن في تسخير خبراء ومختصين يشرفون على عملية الإتلاف بمجرد توفير مرادم خاصة لتنفيذ العملية من طرف مديرية البيئة التي تنتظر بدورها إنجاز هذه المهمة الخاصة، والمركز التقني لردم المواد الكيماوية الذي استفادت منه الولاية مؤخرا بعد اختيار منطقة قوريس جنوب مدينة بئر العاتر لإنجازه لقدرة هذه المنشآت على استيعاب كل الكميات وإتلافها بطريقة صحية وملائمة دون المخاطرة بحرق هذه المواد الكيماوية بطريقة عشوائية وفي الأماكن غير المخصصة تعود بالسلب والضرر على المواطنين وكل الكائنات الحية. وإلى غاية التخلص من هذه السموم بطريقة علمية وتقنية لا تخلف أضرارا على الطبيعة وما فيها، يبقى سكان مدينة تبسة ينتظرون بفارغ الصبر عملية الاتلاف ونزع هاجس الخوف من قلوبهم .