بدأ 2.5 مليون مسلم على الأقل أداء شعائر الحج أمس متوجهين إلى مخيمات قرب مكةالمكرمة ليسلكوا الطريق الذي سلكه النبي محمد قبل 14 قرنا. ويتوجه الحجاج سيرا على الأقدام أو باستخدام وسائل النقل العام أو في سيارات خاصة إلى منى على بعد ثلاثة كيلومترات من مكة. ويقف اليوم الإثنين الحجاج جاءوا من جميع أنحاء العالم منهم 36 ألف جزائري على جبل عرفات ''المشعر الحرام'' ليؤدوا الركن الأساسي في الحج وهم يرفعون أيديهم إلى السماء داعين الله (عز وجل) أن يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا وأن يغفر الله ما تقدم من ذنبهم وما تأخر. ويتجه الحجاج ابتداءً من فجر اليوم إلى المشعر الحرام ليقضوا نهار الإثنين في معية الله بعدما فرغ عدد منهم من قضاء يوم الثامن من ذي الحجة ''يوم التروية'' في منى اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. يصعد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات بعد أن أتوا من كل فج عميق ومن أقطار بعيدة، يبغون رضاء الله ويطلبون مغفرته، الأسود بجانب الأبيض، الأعجمي بجانب العربي، الفقير بجانب الغنى.. المرؤوس بجانب رئيسه .. فغدا الكل سواسية أمام الله تعالى في ذلك اليوم العظيم الذي يغفر الله فيه ذنوب كل من أتاه قبل حتى خروجه من عرفة. وتوافدت جموع حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح اليوم الأحد الثامن من شهر ذي الحجة الجاري على مشعر منى لقضاء يوم التروية بها اقتداء بسنة الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام. واقترن توافد الحجاج إلى منى بالهدوء والسكينة وارتفعت أصواتهم بالتلبية متجهين إلى الله تلهج ألسنتهم على اختلاف لغاتهم بتلبية نداء الخالق جل جلاله وبذكره تعالى استجابة لأمر الحق في قوله تعالى ''وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق''. وعلم لدى البعثة الجزائرية أن المرحلة الأولى من موسم الحج قد اكتملت بالتحاق 35.660 حاج بمكةالمكرمة بوصول آخر رحلة جوية لنقل الحجاج السبت الماضي. ويستقبل الحجاج بعد غد الثلاثاء في العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم بعرفات ونزولهم إلى مزدلفة ثم منى عيد الأضحى المبارك الذي يحتفل به العالم الإسلامي وتؤدى خلاله شعيرة النحر لغير الحجاج (الأضحية) اقتداء بالسنة النبوية.