سجلت البعثة الجزائرية للحج انتحار حاج في ال87 من العمر بمكة المكرمة، بعد ما ألقى بنفسه من الطابق العاشر، وقد قررت البعثة الطبية ترحيل 7 حجاج آخرين باتجاه الجزائر بعد ما ثبتت إصابتهم بأزمات عصبية حادة أفقدتهم عقولهم وأعجزتهم على التمييز. * بلغ عدد الوفيات وسط الحجاج الجزائريين 4 حالات منذ بداية الموسم وإلى غاية أمس، 2 منهم رجال وامرأتين وهم من البويرة، تبسة و2 من حجاج المهجر. * * 4 وفيات وسط الحجاج الجزائريين 2 منهم قدموا من فرنسا * وحسب ما استقيناه من معلومات من مدير الديوان الوطني للحج والعمرة بربارة الشيخ بمكة المكرمة، فإن وفاة أحد حجاج ولاية البويرة من بلدية برج خريس بالتحديد، جاءت بعد ما ألقى بنفسه من الطابق العاشر من العمارة التي يقيم فيها بمكة، بعد ما أصيب بنوبة عصبية حادة فقد على إثرها عقله، ويبلغ الضحية من العمر ال87. * وليست حالة الحاج المنتحر هي حالة الجنون الوحيدة التي سجلت وسط الجزائريين، بل هناك 7 حالات مستعصية تستدعي ترحيلها الى الجزائر، وقد اتخذت الإجراءات بذلك بعد ما ثبتت استحالة التكفل بهم في المملكة السعودية بحكم حالة الجنون التي أسقطت عنهم التكليف بإتمام مناسك الحج لفقدان شرط الاستطاعة الصحية، بل حتى من الناحية الشرعية لم يعد هؤلاء المسنون يفقهون شيئا في معنى الحج وواجباته بعد ما غابت عنهم العقول. * فحالات الإصابة بالجنون وسط حجاج الجزائر لم تعد جديدة منذ عدة مواسم، بسبب السن جد المتقدم ما اصبح الصفة الملازمة لهم وسط باقي حجاج البعثات الإسلامية، وما يجعلهم أقل الحجاج تفقها في أمور الحج وواجباته، كما تزيد حالتهم الصحية في زيادة العبء على أعضاء البعثة الجزائرية التي يجد أعضاؤها أنفسهم في الخدمة اللصيقة بالحجاج بدل التأطير والإشراف مثل ما يفعله مؤطرو البعثات الإسلامية الأخرى. * ورغم تسجيل تحسن في أداء أعضاء البعثة الجزائرية للحج بعد إقحام رجال الحماية المدنية في الخدمة هذه السنة، -ولقد وقفت "الشروق" على ذلك في الميدان-، حيث لاحظنا أن الحاج التائه لا يمضي إلا ساعات قليلة، في أسوإ الحالات، قبل أن يسترجع من قبل رجال الحماية وينقل إلى مراكز تواجد البعثة، ليتم نقله إلى مقر سكناه حسب بيانات الشارة المعلقة في عنقه، وقد صادفتنا حالة احتاج فيها مسؤول السيارة الرسمية للبعثة للخروج في مهمة فوجدها قد خرجت لإرجاع أحد الحجاج التائهين إلى مقر إقامته، كما تستعمل مختلف وسائل النقل لإرجاع الحجاج التائهين أو استلامهم من مصالح الأمن السعودية المكلفة بخدمة التائهين. * كما وقفت "الشروق" على حال الحجاج الجزائرين في الحرم المكي، حيث لاحظنا أن أفواج الحجاج يخرجون للصلوات المختلفة برفقة مرشد من الحماية المدنية يحمل علم الجزائر يمكن ملاحظته من أبعد النقاط، وينتظر هذا خروج الأفواج من المسجد الحرام ويكون العلم الوطني علامة يتجمع أمامها الحجاج بغية العودة بهم للعمارات والفنادق. لكن المؤسف أن ليس كل الحجاج منضبطين بالتعليمات، ما يفسر حالات التيهان، رغم أن المسافة بين مقرات سكن الجزائريين، سواء نظاميين أو وكالات، والحرم المكي تدور في محيط كيلومتر واحد، وهي مسافة 15 أو 30 دقيقة سيرا على الأقدام حتى في أوقات ذروة الزحمة.