أحيا وزير الدفاع الفرنسي ارفيه موران في المسجد الكبير في باريس ذكرى 100 ألف جندي مسلم سقطوا من أجل فرنسا في الحربين العالميتين، مشيراً إلى أن ''المكسب'' الذي يمثله ''تنوع المجتمع الفرنسي''. وقال: ''تنوع المجتمع الفرنسي خصوصاً في عالم شمولي، يوفر فرصة ومكسباً يجب أن نثمنه، والاستناد إلى التاريخ، يسمح بوضع آفاق للمستقبل''. وأشار رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أعلى هيئة للمسلمين في فرنسا، دليل بو بكر إلى الطابع ''الرمزي'' لتكريم الجنود المسلمين، لأن المسجد الكبير في باريس بني بالتحديد عام ,1926 تخليداً للمسلمين الذين سقطوا من أجل فرنسا في الحرب العالمية الأولى بناء على طلب ضباط، وبعد تصويت البرلمان. وقتل حوالى 70 ألف جندي مسلم من أجل فرنسا أو اعتبروا في عداد المفقودين بين عامي 1914 و,1918 إضافة إلى أكثر من 16600 بين عامي 1940 و1945 من المحاربين المتحدرين من شمال إفريقيا. وتضم فرنسا أكبر جالية مسلمة في أوروبا مع خمسة إلى ستة ملايين مسلم تقريباً، معظمهم من المهاجرين من شمال إفريقيا. وكان عدة وزراء قد أكدوا السنة الماضية أن فرنسا لن تنسى هذه الذاكرة المشتركة بين الجزائروفرنسا، وكانت فرنسا قد أعادت فتح المصلحة الخاصة بشؤون قدماء المحاربين، الغرض منه تسهيل حصولهم على مستحقاتهم ومنحهم المتعلقة بمشاركتهم في الحرب العالمية الثانية إلى جانب جيش بلاده، فضلا عن تمكينهم من الخدمات الفردية، الإدارية منها والصحية، التي يستفيد منها نظراؤهم في الضفة الأخرى. وتشير إحصاءات السفارة الفرنسية بالجزائر إلى أن عدد الجزائريين الذين يستفيدون من المنح والخدمات الصحية وغيرها من الامتيازات جراء مشاركتهم في الحرب العالمية الثانية، إلى جانب الجيش الفرنسي، 35 ألف و829 مستفيد، موزعين بين قدماء المحاربين وذوي حقوق من توفوا منهم، وهو رقم يبدو ضئيلا جدا، مقارنة بالعدد الحقيقي للجزائريين الذي جندوا بالقوة في الحرب العالمية الثانية، ما بين 1939 و,1945 علما أن من توفي منهم في الفترة الممتدة ما بين جوان 1940 وماي ,1945 يقدر ب 55 ألف ضحية حسب إحصائيات رسمية فرنسية، دون احتساب من بقي منهم على قيد الحياة.