نفت الروائية ياسمينة صالح استثمار مآسي الجزائر مع الحرب في رواياتها الأخيرة ''لخضر''، والتي تتناول فيها حقبة من تاريخ الجزائر إبان الحرب الأهلية. وقالت ياسمينة إنها لا تستثمر في حرب الثورة الجزائرية كما الحرب الأهلية او العشرية السوداء وتقول: ''من الصعب الحديث عن الجزائر دونما التطرق إلى البدايات وإلى النهايات، كالثورة والعنف السياسي الذي يسميه البعض الإرهاب، أنا عايشت العنف السياسي في التسعينيات، وآذاني نفسيا مثلما آذى كل الشعب الجزائري، ومثلما آذى صورة البلد وسمعتها على الصعيد العالمي''. وتقول ياسمينة عن روايتها الأخيرة ''لخضر'' إنها تجربة سردية، حيث تصف الكتابة فيها بالناطق الرسمي الوحيد باسم الكاتب، موضحة في هذا الخصوص ان الروايات الإيروتيكية خالية من أي إضافة. وأكدت ياسمينة صالح ان ''لخضر'' لم يكن اسما فحسب، ''إنه في النهاية كل الرواية بأبعادها التاريخية والجغرافية والسياسية ''مبرزة أن العناوين لا تحتاج منها إلى الاستثمار فيها لجلب القارئ فهي ترى ان اختيار العناوين ينبغي ان لا يخون النص الذي تكتبه، على اعتبار أنها لا تتاجر في الرواية، ولا تضع عنوانا تجاريا من باب ضمان تسويق الرواية على حساب مستواها الأدبي. كما تعتبر الكاتبة استثمار هذه المرحلة إبداعيا مباح ومن حق الكاتب أن يصوّر رؤيته للمرحلة كما يشاء، ومن حقه أن يقول كلمته أيضا، ويترك شهادة أدبية على عصره. وتعتبر الروائية الجزائرية ان الكتابة هي الناطق الرسمي الوحيد باسم الكاتب، حيث ''لا يمكن لشخص أو لشيء أن ينطق عنه أكثر مما تفعله الكتابة نفسها. وبخصوص مسألة اختيار العنوان قات ياسمينة إنها مبنية على شرف الكتابة، بكل ما تعنيه من احترام لذائقة القارئ الذي يقرأ لها. وتجد ياسمينة صالح في الرواية ''متسعا من الوقت ومن المساحة ومن الحرية ومن البهجة'' ومن ثمة أكدت انها لم تفكر في العودة إلى القصة القصيرة. وتعترض الروائية الجزائرية على الكتابات الروائية التى تتعاطى بسوقية مع الجنس. وتضيف أن تسويق الانحطاط داخل العمل على حساب العمل نفسه هو الذي يرفضه كل كاتب يحترم القارئ، لذلك فإن الروايات الأيروتيكية ''بذيئة خالية من أي إضافة إبداعية، حيث إنها روايات مرحلية لا أكثر ولن تتحول إلى روايات عظيمة أو خالدة.. التاريخ لن يتذكر البذاءة، بل سوف يتذكر الإبداع، مثلما تذكر من قبل إبداعات عالمية ما تزال تنبض حرارة وإنسانية وجمالا''. كما تعد رواية ''لخضر'' إضافة أدبية لياسمينة صالح التي أصدرت إلى حد الآن مجموعة من الإبداعات منها: ''بحر الصمت'' (2001)، ''أحزان امرأة من برج الميزان'' (2002)، ''قليل من الشمس تكفي'' (2003)، ''حين نلتقي غرباء'' (2004)، ''وطن من زجاج'' (2006).