صحيح انه من السنة أن يأكل الإنسان من لحم أضحيته، لكن غير الصحيح الولائم العامرة باللحوم المشوية والمحمرة والمطهية بكافة سبل الطهي التي تجعل منها وليمة عامرة. ومن مظاهر إكرام الضيف التشديد على أن يتذوق من الأطعمة الشهية كافة والتي بذل مجهود في إعدادها. والاستجابة لهذه الدعوات والخضوع لهذا الإصرار ولإرضاء أصحاب الدعوة الكريمة نكثر من تناول هذه الأطعمة الشهية الدسمة حتى ولو من باب المجاملة. لكن هذه اللحوم المشوية والمحمرة لها خطورتها على صحة الإنسان وصحيح أن ارتفاع الكوليسترول يضر بالصحة لكن هناك نوعين من الكوليسترول النافع والضارة. وأيضا للكولسترول وظيفة حيوية لأنسجة وجسم الإنسان، لكن الخطورة في ارتفاع الكوليسترول الضار وانخفاض الكوليسترول النافع. مظاهر الاحتفال بالعيد كثيرة ومتنوعة لدى الشعوب ولكنها تلتقي مهما اختلفت مظاهرها في تحقيق البهجة والسرور، ولكن بهجة عيد الأضحى يفسدها الإكثار من تناول اللحوم والشحوم في الولائم العامرة. ولائم العيد ومضار الدهون ولائم العيد حافلة بالأطعمة الشهية الغنية بالدهون الحيوانية والتي تتكون من الأحماض الدهنية العديدة التشبع التي يتم هضمها بصعوبة عن طريق الجهاز الهضمي ثم يتم امتصاصها بواسطة الأوعية الليمفاوية التي تصب أخيرا في الأوعية الدموية. وبعد ذلك يتم توزيعها بواسطة الدورة الدموية إلى جميع أنسجة أعضاء الجسم لتؤدي وظائفها المختلفة، ولكن الشحوم داخل أنسجة اللحوم المحمرة والدهون الحيوانية المستخدمة في الطهي لها تأثير ضار وخطير على وظائف أعضاء الجسم وأنسجته، فهو يولد الشعور بالكسل والخمول بعد تناول الإنسان طعاما شهيا دسما في ولائم العيد يحتوي على كمية كبيرة من الدهون يشعر الإنسان بالخمول والكسل والرغبة في النوم، وذلك نتيجة وصول كمية كبيرة من الدم إلى الأمعاء لإتمام عملية الهضم والامتصاص ويكون ذلك على حساب تغذية الأعضاء الحيوية بالدم مثل المخ والعضلات فيشعر الإنسان بعدم القدرة على التركيز والخمول وفتور الهمة. ومن أسباب الشعور بالخمول والكسل والرغبة في النوم بعد تناول الطعام الدسم الغني بالدهون واللحوم وصول كمية كبيرة من هذه الدهون إلى الكبد فتدفعه للتعامل معها بتفاعلات كيميائية معقدة للتخلص منها وطردها إلى الدورة الدموية مرة أخرى. وتسبب هذه التفاعلات الكيميائية إجهادا كبيراً للكبد ما يؤدي إلى إصابته بحالة تسمى «الكبد الدهني» وفيها لا يستطيع الكبد التخلص من هذه التراكمات الدهنية، فيشعر الإنسان بالخمول المتزايد وعدم القدرة على التركيز وعدم القدرة على مزاولة الأنشطة الطبيعية واليومية.