في هذه المقابلة التي أجرتها ''الحوار'' مع السيدة الأولى في السفارة البلجيكية وعقيلة سفير بروكسل لدى الجزائر والتي عادت إليها رئاسة جمعية نساء الدبلوماسيين المعتمدين في الجزائر، تتحدث السيدة كلوديا فاندريسش والتي تنحدر أصولها من البرازيل عن مجمل الفعاليات التي سطرتها الجمعية ومن ابرزها الحفل الذي سينظم يوم ال16 من الشهر الجاري في فندق الهيلتون والذي سيعرف حضور شخصيات دبلوماسية واخرى جزائرية، بالإضافة الى حفل الأطباق الخاصة بكل بلد وإقامة سوق البزار الخاص بعرض الألبسة التقليدية لكل بلد. ستشرف فاندريسش رئيسة الجمعية على مجموع الفعاليات من الفترة الممتدة من نهاية العام الى غاية بداية شهر الصيف القادم، كما تبدي رأيها في هذا الحوار حول العديد من المناطق التي زراتها في الجزائر، وتبرز دور الجمعية في دعم فئة الاطفال والأشخاص المعوزين بالإضافة الى المصابين بالأمراض المزمنة ومواضيع اخرى تجدونها في ثنايا هذا الحوار. سيتزامن يوم ال16 من الشهر الجاري مع اول نشاط تقومين به السيدة كلوديا، هل يمكن ان تعطينا خلاصة حول آخر اللمسات؟ في الحقيقة هذا هو اول نشاط اشرف عليه كما ذكرتم بعد تسلمي لادارة جمعية النساء الدبلوماسيين المعتمدين بالجزائر، حيث سننظم حفلا كبيرا في فندق الهيلتون بالجزائر، وبعدها سنبدأ في التفكير في النشاطات الاخرى. وبالنسبة للشخصيات التي ستكون حاضرة فثمة وجوه معروفة في المجتمع الجزائري، بالاضافة الى اغلب اعضاء السلك الديبلوماسي وهناك سيكون ممثلون عن وزارة الثقافة والسياحة والتضامن الوطني، بالاضافة الى هذا فمن المنتظر ان يقاسمنا الحفل الحائز على الكرة الذهبية في منافسات كرة القدم، وقد حظينا بالموافقة وبنسبة 95 بالمائة في انتظار التأكيد التام على ذلك، والمنتظر ايضا ان تكون معنا كل المؤسسات التي ساهمت في دعمنا. نعود إلى نشاط الجمعية على العموم، هل يمكن ان تعطينا لمحة عن أغلب نشاطات الجمعية؟ جمعية نساء الديبلوماسين هي جمعية يتمثل دورها في التعريف بالنشاطات الخاصة بثقافة كل بلد والتعرف على الموروث الثقافي للبلد المضيف، وفي الجزائر يتركز اغلب نشاطها على اقامة حفل السهرة وحفل الطبق الوطني الخاص بكل بلد، بالاضافة الى البزار او السوق التي تعرض فيها الالبسة الخاصة بكل بلد، من حلي ومجوهرات.. والجزائر ستكون حاضرة بقوة في هذا السوق،. زيادة على هذا فثمة مبادرة اخرى تتمثل في تنظيم عرض للموضة التقليدية الذي يجري في كل سنة، وباعتقادي ان هذه هي ابرز المحطات الخاصة بجمعيتنا طوال فترة رئاسة كل واحدة منا. ضف الى ذلك ثمة زيارات تقود كل واحدة منا الى مختلف مناطق القطر الجزائري من اجل اكتشاف سحر وجمال هذا البلد الكبير والرائع، لاسيما وانا مهمتنا تتمثل في التعريف بالبلد لاعضاء السلك الديبلوماسي الذين يحضرون لاول مرة، كما هو حال سفيرة البيرو التي تم اعتمادها مؤخرا في الجزائر، ودورنا نحن كاعضاء ان نعرف الاخرين باصدقائنا الجزائريين وهكذا. ماذا عن مشاريعكم المستقبلية في الجزائر؟ في الحقيقة لدينا 7 مشاريع مستقبلية نود من خلالها العمل لصالح الطفولة المسعفة، ولدينا تعاون مع جمعية خاصة تعنى بمرضى سرطان الثدي، وكذلك مساعدة الفئات المحرومة والعجزة والنساء. قلت بانك تسعين إلى دعم فئة الاطفال، هل ثمة مبادرات اخرى في المستقبل؟ في الحقيقة هذا موضوع مهم، ومن المفيد ان يعرف القارئ ان عملتنا الصعبة، ان صح القول، هو العمل لصالح وفائدة الاطفال لاسيما المعوزين او ذوي الحاجة الخاصة، الى جانب دعمنا لفئة النساء والاشخاص المسنين. بالنسبة للتعاون الثقافي بين الجزائروبلجيكا هل ثمة تطور في هذا الميدان؟ لدينا علاقات جيدة مع كل من يعملون في المجال الثقافي، وكل ماله علاقة بتطوير عالم الثقافة الجزائرية، ونحن من المهتمين بنقل صورة الجزائر والاطباق الجزائرية والصورة الحقيقية عن جمال وحفاوة الاستقبال في هذا البلد. واسمح لي ان اؤكد لكم ان بلدكم يشبه الى حد بعيد تلك العلبة السحرية التي تجعلك تكتشف الجديد كل يوم وهذا من خلال روعة المناطق التي تزخر بها الجزائر وتنوع طبوعها الثقافية والطقوس في بلد يحتوي على 4 فصول في الفصل الواحد. بحكم سفرياتك المتعددة التي سمحت لك باكتشاف العديد من بلدان العالم.. ما هي المحطة التي استوقفتك خلال هذه السفريات، او بمعنى اخر ما هي المنطقة التي ماتزال تؤثر فيك وماتزال راسخة في ذهنك الى اليوم؟ في الحقيقة انا لم ازر بعد كل مناطق الجزائر الشاسعة بمساحتها وباقاليمها، لكن ومع ذلك سمحت لي الفرصة بزيارة بجاية تلك المدينة الرائعة وتزامنت زيارتي وزوجي سعادة السفير البلجيكي مع عيد ميلادي، حيث حضرنا افتتاح موسم عيد التين الذي تحييه المدينة في كل سنة، وقد كنت من المحظوظات بالمشاركة في هذه المناسبة التي تم تكريمنا فيها بأشهى الاطباق والطبوع الفنية التي ذكرتني ببلدي الاصلي البرازيل، حيث لا اختلاف بين بجاية ومناطق عديدة من بلدي من حيث حفاوة الاستقبال والكرم. بالاضافة الى ذلك فقد زرت مدينة بوسعادة التي كرمت فيها بأشهى الاطباق، واكلت فيها الكثير من المشوي، كما زرت مدينة غرداية الساحرة، وزرت ايضا مدينة الجميلة في ولاية سطيف، كما زرت مدينة الف قبة وقبة مدينة وادي سوف التي ابهرتني برمالها وحسن الضيافة. انت تمثلين بلجيكا وفي نفس الوقت تمثلين البرازيل بلدك الأصلي، ماذا يمكن القول عن ثقافة كل بلد؟ هناك الكثير من الاشياء التي يمكن الحديث عنها حينما نتحدث عن بلجيكا فبلجيكا بلد صغير المساحة في اوروبا لكنه بلد كبير من حيث الثقافة والمعرفة، ويكفي ان بروكسل هي العاصمة الاوروبية ومقر العديد من المنظمات الدولية، لكن حينما نعرج للثقافة فالبلد له تاريخ طويل وهو بلد يعرف بالشكولاطة التي يحبها الجزائريون كثيرا، وباعتقادي انه من الممكن ان نبدأ بالتبادل مع الجزائر بين التمور الجزائرية وتصدير الشكولاطة البلجيكية-تضحك-. اما البرازيل فهو ذلك البلد الكبير والجميل بطقسه وشمسه وسواحله الكبيرة الفسيحة، انه بلد السياحة ورقصة السامبا، وكما تعلمون فثمة 7 ملايين برازيلي من اصول عربية، واعتقد ان ثمة الكثير ما يمكن ان نتبادله مع الجزائر. كلمة أخيرة.. بماذا تود السيدة كلوديا ان ننهي مقابلتنا هذه؟ أود أن أؤكد للجزائريين أنهم شعب مضياف وله العديد من الصفات الرائعة في الكرم وحفاوة الاستقبال، لكن الشيء الوحيد الذي اشدد عليه هو أن يثقوا اكثر في منتجاتهم الوطنية ويدعموها وان يثقوا في تطوير ورفع اقتصاده. لقد رأيت الكثير من المنتجات الرائعة من صنع جزائري كالتلفزيونات والثلاجات التي تستطيع المنافسة حتى في الخارج، ويجب ان نعلم ان ليس كل منتوج اجنبي هو بالضروري من النوع الجيد او بالضرورة هو أحسن مما تصنعه الأيادي الوطنية وهذا اعتقد انه خطأ يجب محاربته.