حل، أخيرا، عهد الشاعر الواعد خالد علواش الذي قال عنه الشاعر الكبير محمد الأخضر السائحي يوما '' إنه واحد ممن سيبرزون في القرن الواحد والعشرين''، والذي اختار أن يوقع ولوجه عالم الشعر بمجموعته الشعرية الموسومة ''دموعٌ وأمتعة السفر '' التي تناول ضمن قصائدها عديد القضايا التي تشغل المجتمع الجزائري والعربي، والإنسانية جمعاء. المجموعة الشعرية ''دموع وأمتعة السفر'' عن الوكالة الإفريقية للإنتاج السينمائي والثقافي، في كتاب من الحجم المتوسط يقع في مائة صفحة تضم 27 قصيدة تنوعت موضوعاتها وأغراضها بين الاجتماعية والسياسية.. مسلطا الضوء على قضايا الإنسان والناس البسطاء، وكذا قضايا الأمة. وقد حظيت أولى قطرات غيث خالد علواش الشعري بتصدير جميل للروائية اللبنانية ذات الأصول الفلسطينية منى تيم الشرافي صاحبة رواية ''وجوه على مرايا متكسرة''، وقد تحدث في هذا التصدير عن الأدب وحال الأديب في الوطن العربي. ويبدو من بعض قصائد خالد علواش انه كحال بقية الشعراء كان لإسقاطات البيئة التي يعيش فيها تأثير كبير عليه، حيث تكلم ابن مدينة الأخضرية عن مسقط رأسه اذلي لا يزال يعيش فيها، حيث قال عنها في قصيدته ''مسوّدة من مذكرات التاريخ'' ما طلّ إذ حلّ .. أبهى من مناظرها فجّ وخضرٌ كان أبهرني حيرتني دموعي أين أسكبها وكنتُ قبلُ فارقتها حينا من الزمن وحملت هذه المجموعة قصائد تتحدث عن قضية المسلمين والعرب الأولى ''فلسطين''، فخالد علواش الذي يأخذ أسلوبه الشعري المتزاوج من قوة اسلوب الشاعر الراحل محمود درويش ورومانسية نزار قباني، تحدث كثيرا عن الواقع الفلسطيني والتناحر الحاصل بين الأشقاء، ويظهر ذلك في قصائد ''نزيف من رحم القضية''، و''قبيلة الحريم''، و''جلونفق'' التي يقول فيها: لا بالٌ بوبال الحقّ مكترثٌ لا بالٌ بكم بيعتِ الأرض والثمنُ قد شيّع الغابرون نبض شوارعها ونبض الأرض لفّه الكفنُ وعاد علواش في إصداره الشعري الأول إلى الأزمة التي عاشتها الجزائر، حتى وان ساقها في قالب قصائدي ساخر أحيانا كقصيدتي ''حصاد لساني'' و''مشعوذة، عشقٌ وعبيد''، كما تحدث وسط هذا كله عن هموم البسطاء، وعن تجاربه الشخصية التي عاشها في مراحل شبابه الأول، فالشاعر من مواليد عام .1982 وتجدر الإشارة إلى أن خالد علواش صحفي ومنشط إذاعي، وعضو بفرع الجاحظية بولاية البويرة، وهو حاصل على شهادة ليسانس في علوم الإعلام والاتصال، تخصص سمعي بصري عام 2005 .