شهدت المكتبة الوطنية الجزائرية، الاثنين، احتفالية خاصة بالشاعر الشيلي الكبير بابلو نيرودا، حضرها السفير الشيلي بالجزائر وجمع من الشعراء والإعلاميين قدمت خلالها إشعار نيرودا بالعربية، الاسبانية والفرنسية في جو استعاد فيه المكان طيف الشعر الكبير الذي ضيعه الشعر العربي عندما استحضره كمناضل يساري وضيعه كشاعر كبير. كما قال مدير المكتبة الوطنية أمين الزاوي، الذي أضاف في الكلمة الافتتاحية للأمسية أن ترجمة نيرودا إلى العربية هي التي فتحت زمام العالم العربي أبواب ترجمة وقراءة العديد من كتاب أمريكا اللاتينية الكبار أمثال ماركيز وبورخيس وغيرهم... غير أن ترجمة نيرودا إلى العربية خاصة ديوانه الشهير »أشهد أني عشت« جاء في سياق النضال الاشتراكي عندما تبنى اليسار العربي هذا الشاعر ليس بوصفه مبدعا، لكن بوصفه سياسيا ومناضلا ساند العديد من قضايا التحرر في العالم، فركزنا عليه مناضلا ونسيناه شاعرا كبيرا ومبدعا، فهذا كان »إحدى معجزات القرن العشرين« غير القابلة للتكرار على غرار أراغون والعديد من الأسماء الشعرية الكبيرة التي أنجبتها الإنسانية، كما قال عبد الرحمان جلفاوي، الذي اختار أن يقرأ نيرودا بالفرنسية من خلال استحضار قصائد تكشف عن الوجه الإنساني للشاعر على غرار قصيدة »الخوف«، »شيء من التعب«، »نحن كثر والقدم« وهي مواضيع تكشف مدى التصاق الشاعر بواقعه ويوميات الناس البسطاء الذين كثيرا ما دافع عنهم. ربيعة جلطي أيضا استعادة نيرودا في قراءات بالعربية والاسبانية جعلت الحضور يشعر أن المسافة اللغوية قلصت بين اللغتين، كما قرأ كل من نجاري والاسبانية أدرينا لاسال قصائد من قبيل »عشرين قصيدة حب وأغنية«.