شرعت الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ''ندى'' بالاشتراك مع عدة جمعيات، مؤخرا، في إعداد دورات تكوينية متعلقة بمجال تدعيم قدرات المنشطين حول موضوع المواطنة، في كل من ولايات سطيف، الوادي، عين تموشنت والبويرة.. وقد أشار في هذا الصدد السيد عبد الرحمان عرعار رئيس الشبكة، إلى أنه سيتم خلال هذه الدورات التي ستدوم إلى غاية نهاية شهر جانفي المقبل، تكوين منشطين وتعليمهم مهارات فيما يخص موضوع المواطنة لاستعمالها مع الطفولة، وذلك حتى لا تبقى موضوعا فلسفيا غامضا. في نفس السياق أكد ذات المتحدث على أنه تم تكوين أربعة منشطين خارج الوطن في كل من الأردن، لبنان وعدة دول أخرى، سيتم الاستفادة من مهاراتهم ونقلها إلى شريحة الأطفال ابتداء من شهر مارس القادم. وللإشارة، فقد تبنت شبكة ندى، مؤخرا، مشروع ''معا لمحاربة العنف'' هذا المشروع، يهدف إلى ترشيد تلاميذ المدارس وكافة عمال التربية على مقاربة حقوق الطفل، وفي هذا الشأن صرح ذات المصدر ''نقترح محاربة العنف في الوسط المدرسي وبث روح الحوار والتشاور وإشراك الطفل في عملية صنع القرار''. وأضاف ''سنشرع في تطبيق المشروع على مستوى 12 مؤسسة تربوية من العاصمة، هذه الأخيرة مؤسسات نموذجية وبعدها سنعمل على تعميم هذه التجربة على الولايات الأخرى''. وأشار المتحدث إلى أن المؤسسات التربوية التي تم اختيارها تشمل الأطوار الثلاثة: الابتدائي، الإكمالي والثانوي، باعتبار أن العنف منتشر في كل هذه الأطوار ولا يستثني فئة عن أخرى. وأضاف بأن الإستراتيجية التي يقوم عليها المشروع الجديد ''معا لمحاربة العنف داخل المدرسة'' هي معالجة أسباب العنف وليس النتائج، لأنه، حسب المتحدث، فإن الأسباب أعمق من النتائج، وهنا أشار المتحدث إلى اعتماد خبرات دولية من دول أوروبية على غرار بلجيكا وفرنسا وجمعيات ذات خبرة في هذا المجال. وقال رئيس شبكة ''ندى'' بأن البرنامج يقوم عليه أخصائيون نفسانيون ومربون مختصون، بالإضافة إلى تسطير برنامج زمني يلتقي فيه التلاميذ والمنشطون في المدرسة بوجود هيئة مشتركة بين الوزارة، بالإضافة إلى أن كل مدرسة فيها 10 تلاميذ يطلق عليهم ''المدربون الأقران'' يسهرون على تطبيق البرنامج داخل المؤسسات التربوية، خاصة أن العنف يظهر جليا في المؤسسات التربوية، حيث يوجد 8 ملايين تلميذ متمدرس بالإضافة إلى الوسط الرياضي والمراكز الثقافية ودور الشباب التي يظهر فيها العنف لكن بدرجة أقل. ونوّه عرعار بنقطة مهمة هي ضرورة دمج الأولياء لكي يساهموا في التقليل من العنف ضد الأطفال، خاصة أن أغلب مشاكل الطفل ناتجة عن العنف الأسري وتصدع الأسر، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية الأخرى التي تفتح أبواب الانحراف أمام الصغار. وفي الأخير قال عبد الرحمان عرعار بأنه يتمنى نجاح التجربة وتعميمها خاصة أنها امتداد لبرنامج ''نحن في الاستماع'' التي تدعو إلى ضرورة التكفل بالأطفال بعد الإحصاءات التي أسفر عنها البرنامج التي تنذر بتفاقم ظاهرة العنف ضد القصر، ما يعني أن كلا المشروعين يلتقيان في ترقية حقوق الطفل في الجزائر والتكفل بالأطفال وحمايتهم من أي خطر معنوي أو جسدي يمكن أن يتعرض له الطفل في حياته اليومية.