سيكون عشاق المسرح على موعد مع مسرحية ''أكين البحر'' يوم الاثنين بقاعة الموڤار، وهي مسرحية حاول من خلالها المخرج عبد العزيز يوسفي رصد انشغالات وتطلعات المهاجرين الجزائريين بأوروبا وتسليط الضوء على ظاهرة ''الحرقة''. ركز يوسفي في مسرحيته ''أكين البحر'' على امتزاج اللغات لطبيعة الموضوع التي تفرض ذلك، حيث اعتمد على اللغة العربية، الأمازيغية وحتى الفرنسية. وتدور أحداث المسرحية لمدة ساعة وعشرين دقيقة حول مهاجر قرر الهجرة إلى أوروبا وهو ذلك المجهول الذي ينتظره ما وراء البحر. ورغم أنه كان واعيا بأن مجرى حياته سيتغير، كان يفكر في سيده وفي المسؤول الذي لابد أن يطيعه، كان يتخيل صعوبة العمل، كان يفكر كذلك في المرتب الذي يتلقاه في آخر الأسبوع، كان يفكر في مواقيت العمل، هو الذي كان حرا في تصرفاته سيصبح عبدا وستؤجر قوة عمله لغيره، يفترض أن تكون له فرص الاستمتاع بأوقات فراغه مقابل كل ذلك. وتخضع أحداث المسرحية لسلم زمني متسلسل، يترجم مسار ظاهرة الهجرة منذ بداياتها الأولى إلى يومنا هذا، أي ابتداء من سنة ,1949 تاريخ أول هجرة جماعية سجلتها الجزائر باتجاه أوروبا، وصولا إلى ظاهرة ''الحرڤة'' التي عرفت منحى خطيرا في الفترة الأخيرة. كما أن مسرحية ''أكين البحر'' التي تقمص شخوصها كل من مونيا آيت مدور، نسرين عيطوط، سميرة شلالي، وردة خيمة، بلقاسم كعوان وغيرهم، هي دعوة إلى الجهات الوصية، مفادها ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحدّ من هذه الظاهرة. للإشارة حبكة المسرحية مبنية على حواريات ممزوجة بمقاطع غنائية، منتقاة من بعض روائع فناني المهجر، مثل سليمان عازم، آكلي يحياتن، علاوة زروقي، الشيخ الحسناوي، دحمان الحراشي، وغيرهم من الفنانين الذين تجرّعوا مرارة الغربة.