نفى وزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة أن تكون السلطات قد باشرت مؤخرا مخططات أمنية تقضي باعتماد إجراءات وتعزيزات أمنية خاصة بمكافحة الإرهاب في مناطق معينة عبر الوطن على حساب أخرى أو في منطقة ما بعينها. وقال ذات المسؤول الحكومي في رده على سؤالين يتعلقان بالوضع الأمني في الجزائر خلال الندوة الصحفية التي نشطها، أول أمس، بالمركز الدولي للصحافة عقب انتهاء أشغال اجتماع مجلس الحكومة إن ''مكافحة الإرهاب في الجزائر شاملة وسارية المفعول وليس هناك أي تفضيل لمنطقة ما بعينها على منطقة أخرى. وذلك إلى جانب مواصلة سياسة المصالحة الوطنية''، مضيفا في هذا السياق ''إن مصالح وأجهزة الدولة عازمة على محاربة الإرهاب أينما كان وحيثما وجد''، نافيا اعتماد أي إجراءات خاصة لمكافحة الإرهاب في منطقة ما عبر الوطن على حساب أخرى، ليؤكد من جانب آخر أنه ''إذا كانت هناك عمليات أفشلت في جهة ما من الوطن فذلك راجع إلى العمل الجاد والمستمر الذي تقوم به الأجهزة المختصة بغرض تخفيف منابعه''. على صعيد آخر أوضح بوكرزازة في رده عن سؤال آخر يتعلق بالإجراءات المتخذة مؤخرا من طرف الحكومة بخصوص الاستثمارات الأجنبية أنها تهدف إلى حماية الاقتصاد الوطني، مجددا حرص الحكومة في نفس الوقت على تشجيع الاستثمار ولكن دون المساس بالمصالح الاقتصادية للبلاد. وفي ذات السياق تأسف الوزير في معرض رده على أسئلة الصحفيين إلى كون هذا الموضوع قد ''أسيء فهمه وتفسيره وتعرض للتهويل من طرف بعض الوسائل الإعلامية''، مشيرا إلى أن ''المستثمرين واعون جد الوعي بأن مناخ الاستثمار موجود حقيقة في الجزائر والفرص فيه متاحة'' ، وضرب الوزير مثالا في هذا الصدد على توقيع السلطات الجزائرية مؤخرا على عقد مع شركة إماراتية بقيمة 5 ملايير دولار لإنجاز حدقية للألعاب والتسلية ''دنيا بارك''. وأضاف بوكرزازة أن نفس هذه المصادر أوردت معلومات خاطئة عن قيمة الدينار الجزائري أمام العملات الصعبة، قبل أن يؤكد صندوق النقد الدولي مؤخرا ما جاء في تقرير محافظ بنك الجزائر بخصوص استرجاع الدينار الجزائري لتوازنه أمام العملات الأجنبية. وفي رده على سؤال آخر يتعلق بمسار قضية الأساتذة المتعاقدين الذين خاضوا إضرابا عسيرا عن الطعام لأسابيع تسبب في تدهور وضعيتهم الصحية، قال ذات المسؤول الحكومي إن الأمر تطور بشكل إيجابي، ومؤخرا حدث لقاء بين مسؤولي وزارة التربية وممثلين عن هؤلاء وتم إعلامهم بالتدابير التشجيعية المكرسة لهم دون الإخلال بالقوانين السارية المفعول ويقصد المتحدث هنا ''إن التوظيف يتم عن طريق مسابقة''، وتتمثل حسبه هذه الحلول في أن الوزارة على استعداد لتجديد عقود هؤلاء مع إمكانية حساب السنوات التي قضوها في سلك التعليم في التقاعد. وفي رده على سؤال آخر يتعلق ببرمجة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس خلال زيارتها للجزائر لندوة صحفية بمطار هواري بومدين الدولي ليتم إلغاؤها في نهاية المطاف لأسباب مجهولة، اختصر بوكرزازة الرد وقال'' إن الجواب ستجدونه عندها''. في شق آخر أشار الوزير إلى أنه بحكم مسؤوليته على قطاع الاتصال توصل إلى أن ''بعض الوسائط الإعلامية تدري أو لا تدري فهي تروج للإرهاب وتغرق في منظومة الترويع'' ، موضحا هنا أن الإشكال الحاصل في الوقت الحالي هو'' إلى حد ما يتم التوفيق في تمكين المواطن من حقه في الإعلام وتمكين الصحفي من الوصل إلى مصدر الخبر، وكيف لا نقع في الترويج للإرهاب الذي يبحث عن الصدى وتدعيم موقعه أكثر من أي شيء آخر، معتبرا أن الردود التي أطلقها رئيس الحكومة وتحذيراته للصحافة مؤخرا من الوقوع في الترويج للإرهاب محق فيها، إلا أنه عاد ليؤكد بالمقابل على أن ''حرية التعبير والنشر والصحافة في الجزائر تبقى مصانة، وهناك أدوات يمكن أن تعالج الأوضاع إذا كانت هناك خروقات أو تعسفات''.