صرّح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بأن قدرا غير قليل من التقدم قد حصل فعلا في تنفيذ نتائج قرارات القمة الاقتصادية الأخيرة والقرارات المماثلة الصادرة عن القمم العادية. وأشاد بجهود كل الجهات التي أسهمت فيما تم تطبيقه من القرارات، لاسيما مبادرة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بإنشاء صندوق لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في العالم العربي التي وصلت قيمة المساهات المصرح بها ما يقارب المليار ومائتي مليون دولار''. مع أن هذه المساهمات طوعية وغير إجبارية مما يقيم الدليل على توفر الإرادة السياسية الكافية لدى بلداننا للنهوض بمجتمعاتنا وهذا يكفل إيجاد فرص العمل للشباب العربي وتخفيض نسبة البطالة التي يعانيها'' أوضح بوتفليقة. ونوّه، أمس في كلمة ألقاها خلال القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثانية بمصر، الملتقى العربي الخامس للصناعات الصغيرة والمتوسطة المنعقد بالجزائر يومي 14 و15 مارس 2010 تحت شعار ''نحو تعزيز قدرة الصناعات الصغيرة والمتوسطة على الإبداع والابتكار''. والذي اختتم أعماله بالدعوة إلى اعتماد الميثاق العربي لتطوير قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ومن بين القرارات التي اتخذتها قمة الكويت وشرع في تنفيذها ذلكم القرار المتعلق بالربط الكهربائي العربي. وفي هذا الصدد، أبرز رئيس الجمهورية، ''تنسق الجزائر مع جيرانها الأشقاء في المغرب العربي لإتمام هذا المشروع، حيث تم تفعيل خط كهربائي بطاقة 400 كيلو فولت مع المغرب الشقيق بينما الخط جاهز مع تونس الشقيقة بنفس الطاقة إذ بلغت الأشغال طور الانتهاء. أما فيما يخص الربط مع ليبيا الشقيقة فالأعمال جارية في الجزائر لتقوية الشبكة الداخلية والمتوقع الانتهاء منها سنة .2012 ونتطلع إلى أن تكون الأمور على حال مماثل في بقية الدول العربية خاصة وأنه تم إقرار الدراسة الشاملة لهذا المشروع''. وفي هذا السياق، أضاف،''احتضنت بلادي في جوان 2009 أعمال الدورة الأولى للمجلس الوزاري العربي للمياه التي تم خلالها وضع إستراتيجية للأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستديمة تماشيا مع قرار قمتنا الاقتصادية الأولى الرامي إلى تحقيق الأمن المائي العربي. وتنفيذا للقرار المتعلق بالأمن الغذائي العربي الصادر عن قمتنا تلك تم اعتماد الخطة التنفيذية الإطارية للبرنامج الغذائي العربي وذلك خلال اجتماع المنظمة العربية للتنمية الزراعية على المستوى الوزاري بالجزائر يومي 28 و29 أفريل .2010 كما احتضنت الجزائر في نوفمبر 2009 المؤتمر العربي الأول لتشغيل الشباب الذي تم خلاله استعراض تجارب الدول العربية في مجال التشغيل''. وقال في إطار دعم أهداف التنمية الشاملة في الوطن العربي عن طريق استكمال البنى الأساسية والقاعدية التي تردفها،''حققت الجزائر العديد من الإنجازات من مثل الطريق السيار الذي بات الانتهاء من إنجازه وشيكا والذي يشكل حلقة إستراتيجية في الربط بين مغرب العالم العربي ومشرقه، هذا فضلا عما قمنا به من تحديث وعصرنة شبكة الطرقات وزيادة قدرة استيعاب الموانئ''. وواصل لقد بات من الأجدى بنا العمل وفق أولويات مع توخي الواقعية والنجاعة. ذلك أن تحقيق كل الأهداف دفعة واحدة أمر مستبعد خاصة بسبب التباين الاقتصادي بين قطر وآخر. ينبغي لنا بذل جهد أكبر لتكييف أطرنا التشريعية والتنظيمية وجعلها عملية أكثر مواءمة ومرونة بقدر يتسنى معه فتح المجال واسعا أمام الاستثمارات ورؤوس الأموال العربية على اعتبار أن الاستثمارات العربية البينية هي المدخل الأفضل لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي وتجسيد التنمية الاقتصادية العربية المنشودة، مؤكدا على أن إقامة التكامل الاقتصادي الذي نبتغيه تقتضي السهر على تنفيذ ما تم إقراره فضلا عن إقرار مشروعات جديدة. ورّحب بوتفليقة بالمشاريع الجديدة التي سيتم إطلاقها في هذه القمة، ''خاصة مشروع الربط البحري بين الدول العربية بالنظر لأهمية النقل البحري الذي يتكفل ب 90 بالمائة من حركة البضائع في العالم. لقد آن الأوان إذا لإصلاح موانئنا وتطوير الخطوط الملاحية البينية العربية لتواكب مستوى الموانئ الدولية المتطورة وبهذا تتيح الانخراط ضمن حركة نقل البضائع العالمية''.