باشرت شركة تسيير مساهمات الدولة فنادق وسياحة في تنفيذ خطة واسعة لإعادة تهيئة الفنادق العمومية التسعة الموجودة في ولايات الجنوب الجزائري، وهذا في إطار الإستراتيجية الوطنية الشاملة لبعث السياحة الصحراوية. وفي هذا الصدد، كشفت مصادر ''الحوار'' أن مكتب دراسات الذي سيشرف على عملية التهيئة والعصرنة وفق المعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال قد أطلق مناقصة وطنية لتعيين مؤسسات ومجمعات الإنجاز الجزائرية دون غيرها من الأجنبية المتخصصة للشروع في تطبيق الخطة التي تمس الفنادق العمومية المتواجدة بتميميون وتاغيت وبني عباس وتوات وحتى بشار وعين الصفراء وغرداية وبسكرة وتمنراست، وهي فنادق مصنفة ثلاثة نجوم موجهة للفئات المتوسطة من السياح. ويرتقب أن تنطلق أول عملية تهيئة لفندق البستان المتواجد بمنطقة المنيعة بولاية غرداية في ظرف 45 يوما، بعد تحديد المؤسسة المكلفة بإعادة بعث الوجه الجمالي للمنشأة لاستقطاب المزيد من السواح المحتملين داخل الجزائر وخارجها المتوجهين للمناطق الصحراوية، من خلال ترقية خدمات الإيواء والاستقبال بعدما تعرضت فنادق الجنوب لحالة متقدمة من التدهور خلال 20 سنة الماضية، وهو ما دفع بالحكومة إلى اتخاذ قرار لإعادة ترميمها مجددا ووضعها في الخدمة في إطار السياسة السياحية الجديدة التي تعد السياحة الصحراوية عنصرا رئيسا فيها. من جهة أخرى، أفاد عدد من المستثمرين الخواص أن بناء منشآت فندقية جديدة في الجنوب مكلف جدا بالمقارنة مع الاستثمار في الشمال، لأن الموسم السياحية الصحراوية يقتصر على 6 أشهر في السنة فقط بسبب الحرارة المرتفعة وهو ما يحد من مردودية المنشآت السياحية بالجنوب، وهو ما يسمح بالإبقاء على وضعية الاحتكار التاريخي للدولة للبنى التحتية الفندقية. وبالمقابل، أشار الوزير إسماعيل ميمون في وقت سابق أن بناء فنادق على الطراز الصحراوي يندرج ضمن مخطط التنمية السياحية لاسيما في إطار إنجاز قرى سياحية ساحلية وصحراوية، موضحا أن قانون المالية التكميلي 2009 فيه إجراءات تحفيزية متعددة لفائدة الاستثمار السياحي الخاص على مستوى ولايات الجنوب منها الاستفادة من تخفيض بنسبة 80 بالمائة، وكذا التخفيض من معدل الفائدة المطبقة على القروض البنكية لإنجاز المشاريع ب 5ر4 بالمائة. وللإشارة، فإن الحظيرة الفندقية الوطنية تتكون من 1176 منشأة فندقية منها 76 عمومية، وقد اتخذت الدولة على عاتقها تقدم الدعم المالي لإعادة تهيئتها وعصرنتها مثلما هو الحال بالنسبة لفندقي ''الزيانيين'' بتلمسان و''الأوراسي'' بالعاصمة وغيرهما.