اعترف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأن الإسلام هو دين الدولة الجزائرية ولا يمكن تغييره أو تبديله موضحا بالقول ''الجزائر والإسلام يعتبران جسدا وروحا واحدة، لا يمكن تفرقتهما''، وأضاف بأنه شرب أول كؤوس الديانة المسيحية في الجزائر قائلا ''غداة شربي من الإنجيل في الجزائر''. لم يتوان نيكولا ساركوزي في آخر لقاء له مع بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر في زيارته إلى فرنسا التي اختتمت أمس، أبدى فيها البابا انفتاحا على المتشددين الفرنسيين المسيحيين، ولقي فيها تأييدا سياسيا من قبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من أجل الترويج لمفهوم ''العلمانية الإيجابية''. وروج الرئيس الفرنسي لمصطلحه ''العلمانية الإيجابية'' باعتبارها علمانية منفتحة ومتسامحة مع الممارسة الدينية. وذكر ساركوزي في خطابه بما أسماه ''الجذور المسيحية لفرنسا والتي لا يجادل فيها أحد'' مع التأكيد على علمانية الدولة الفرنسية، وهو الأمر الذي عقب عليه البابا في كلمته التي أعقبت كلمة ساركوزي باستشهاده بالجملة الإنجيلية ''أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله''، في رسالة طمأنة للمعسكر العلماني الفرنسي بأنه ما جاء في زيارته لفرنسا من أجل تحوير هذه القاعدة. وأبدى البابا بنديكت السادس عشر تقاربه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشأن مفهوم ''العلمنة الإيجابية''، بينما سادت البلاد انتقادات للأخير بسبب ما وُصف ب''انتهاكه'' لمبدأ فصل الدين عن الدولة، الذي تقوم عليه الجمهورية الفرنسية. وحضر المحاضرة التي ألقاها في دير البرناردين بحضور 700 شخصية سياسية وفكرية في مقدمتها الرئيسان السابقان فاليري جيسكار ديستان وجاك شيراك، وممثلين عن مسلمي فرنسا، بينهم رئيس المجلس الفرنسي للدين الإسلامي محمد الموسوي، وإمام جامع باريس الكبير دليل بوبكر ورئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا تهاني بريز وغيرهم.