إن المتتبع لسير كرتنا في الجزائر يعي بالضرورة أن ما نحن عليه الآن من صناعة أيدينا بكل، فلا اللعب عاد يقنع ولا المسؤول ولا المدرب، وتجلى ذلك من خلال النتائج الهزيلة التي آلت إليها الكرة عندنا، وصار المنتخب الوطني لكرة القدم يعجز حتى عن إيجاد فرق أحياء إفريقيا للتباري وديا معها، بدون أن نثني على من برمج لقاءات لإعادة الاعتبار، كمبارتي البرازيل والأرجنتين وقبلهما فرنسا، وليس من باب التشاؤم أو عدم الاعتراف بجهود من نصبوا على الكرة عندنا، فإن واقع الكرة عندنا يتطلب أكثر من البكاء على الأطلال مع سعدان أو إيهام أنفسنا أننا سنرجع يوما بماجر وبلومي وبن داود والآخرين الذين صنعوا المجد للكرة بأقل التكاليف، وأذكر أن اللاعب بن داود الذي كان أحسن لاعب في المسيلة لم يمض عقدا بمبالغ اليوم التي تشهدها الساحة الكروية، إنما كان يهز شباك الخصم ونزع قميصه تعبيرا عن الفرح كان يكفيه أجرا.. الواقع اليوم تغير وأصبحت اللغة غير مفهومة لجل الجزائريين الذين يحلمون بعودة الجيل الذهبي الذي يعطي الصورة الأمثل للجزائر التي كانت دوما خزانا حقيقيا لإنتاج لاعبين كبار عاثوا في الملاعب الأوروبية والعربية أهدافا، ولم يطلب هؤلاء غير المزيد من الجهد والتخطيط المحكم والدقيق الذي نجح به أقرباؤنا الذين كانوا يتمنون في السابق الجلوس لمشاهدتنا نصنع الغراف ونسجل بالكعب.. أما أن نبقي على الأزمة ومجاراتها بأزمات بالية فهذا الأمر لن ينجح وحالنا اليوم يعري ذلك، والمبارة الأخيرة للمنتخب الوطني ضد ليبيريا تؤكد ذلك، حيث تأهلنا بشق الأنفس للدور القادم، ولو استمر الحال هكذا سنفشل بالتأكيد وسنعاود الكرة بعد الكرة والمناصر الجزائري أول وآخر دافعي الثمن. أنا لست ضد سعدان الذي صرح أنه سيستقيل بعد مواجة ليبيريا مهما كانت النتيجة، ولا مع صايفي، لا أجامل أحدا ولا أستثني أي جهد غيور عن وطننا في كل الميادين، أما أن يعجز حداج عن اتخاذ قرار بسيط في بطولة أبسط فهذا الأمر الذي لا يتوجب السكوت عليه ولا يمكن بأي حال أن نغض الطرف عن ما حدث لبوسعادة، وكيفية سقوطها، وما حدث أيضا لوهران والآن قضية القبة خاتمة المهازل ودفعت باتحاديتنا لعنق الزجاجة.. في الأخير لا هم لنا إلا تمني الخير للمنتخب وللوطن ككل ولا نرضى بحالنا الآن ونحن لنا من الإمكانيات ما يسمح لنا بالتسيد على بعض العالم على الأقل كرويا .