صدرت مؤخرا رواية ''حروف الضباب: قول الراوي في محنة الزواوي'' للكاتب الجزائري الخير شوار عن منشورات الاختلاف ''الجزائر''، الدار العربية للعلوم ''بيروت''، مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ''دبي''.اعتمدت الرواية على طريقة السرد المستمدة من عالم ''ألف ليلة وليلة'' وكتب السير الشعبية المعروفة، لكنها اقتربت أكثر من اللغة العربية الفصحى، ويمتد زمن شخصيات الرواية إلى مئات السنين. الأحداث تبدأ في أيامنا هذه انطلاقا من قرية صغيرة تحمل اسم ''عين المعقال'' حين يختفي شاب اسمه الزواوي في ظروف غامضة، سرعان ما يتولى الرواي دفة القول، وهو شخص غير معروف كأنه جاء من كتب السيّر الشعبية المعروفة التي كانت تقول ''قال الراوي يا سادة يا كرام''، وحتى يجيب على سؤال الطفل ''النوري'' لأبيه وفق ''ميدل ايست'': ''لماذا سميت قريتنا عين المعقال؟''، يعيد الحكاية إلى بدايتها الأولى وتنتقل بين العصور وبين الشخصيات التي يربطها رابط واحد هو العشق العذري في أجمل تجلياته ومحنة الفراق. وعلى طريقة سرد ألف ليلة وليلة يمكن أن تقسم الرواية إلى عدد من الحكايات كل واحدة منها تحيل إلى الأخرى، ومجموع الحكايات في النهاية يشكل الحكاية الواحدة التي تجمع كل الخيوط تلك، ولا عجب إن انتهت الرواية باختفاء الفتى الزواوي المعاصر الذي يقول الراوي في النهاية أنه غاب ''في عتمة الضباب''.يعتبر مؤلف الرواية أنها روايته معاصرة جدا، لأنها تنطلق من الواقع ومن قرية صغيرة جدا في شمال أفريقيا، لكنها تذهب بعد ذلك لتغوص في التاريخ وفي الجغرافيا لتمتد إلى مدينة تمبكتو في الصحراء الأفريقية جنوبا وإلى مدينة نيسابور في بلاد فارس، أما في التاريخ فهي تذهب إلى يوم الفتنة الكبرى في ''موقعة صفين''.وكان هاجس الكاتب طيلة الكتابة هو أن يقدم للقارئ البسيط، حكاية بسيطة جدا لكنها معقدة في بساطتها، ومن جهة أخرى يعيد للحب العذري هيبته وحضوره في عالم أصبح فيه العاشق يخجل من حبه.