الرواية جاءت بعنوان ''حروف الضباب'' وعنوان ثان تراثي، وهو ''قول الراوي في محنة الزواوي''، اعتمد فيها شوار على الأسلوب البسيط وطريقة السرد المستمدة من عالم ألف ليلة وليلة وكتب السير الشعبية المعروفة، لكنها اقتربت أكثر من اللغة العربية الفصحى بحثا عن قارئ عربي في مختلف أنحاء العالم، كما ابتعدت عن الأساليب المكررة في كتابة الرواية النمطية في العالم العربي• ''حروف الضباب'' أو''قول الراوي في محنة الزواوي''، حكاية الزواوي وهو بالمناسبة ينسب إلى بعض القبائل الأمازيغية في الجزائر، ولا يوجد زواوي واحد في الرواية بل هناك أكثر من ثلاثة أشخاص من أزمة مختلفة يحملون الاسم نفسه، وهم مجانين عشق نساء يحملن نفس الاسم وهو الياقوت، ومع اختلاف الأزمنة فإن الذي يجمعهم هو المكان الواحد، ومن هنا تنشأ المفارقة التي تجعل الزمن يمتد إلى المئات من السنين دون أن ينقطع ذكر الزواوي وحكايته مع المعشوقة الياقوت• ومثلما يوضحه العنوان، فإن الأحداث التي بدأت في أيامنا هذه انطلاقا من قرية صغيرة تحمل اسم عين المعقال أين يختفي شاب اسمه الزواوي في ظروف غامضة، وسرعان ما يتولى الرواي دفة القول وهو شخص غير معروف كأنه جاء من كتب السيّر الشعبية المعروفة، وحتى يجيب على سؤال الطفل النوري لأبيه لماذا سميت قريتنا عين المعقال؟، يعيد الحكاية إلى بدايتها الأولى وتنتقل بين العصور وبين الشخصيات التي يربطها رابط واحد هو العشق العذري في أجمل تجلياته ومحنة الفراق• الرواية يمكن أن تقسم إلى عدد من الحكايات كل واحدة منها تحيل إلى الأخرى، على طريقة حكايا ألف ليلة وليلة، وما إن ننغمس في حكاية جديدة حتى نكاد ننسى الحكاية التي سبقتها لكنها مرتبطة بها أشد الارتباط وسرعان ما نستعيد الحكاية الأولى، التي انطلقت من سؤال الطفل البريء الذي أحال على الكثير من الأحداث والتفاصيل غير البريئة بالضرورة،•• الرواية تنتهي باختفاء الفتى الزواوي المعاصر الذي يقول الراوي في النهاية أنه غاب في عتمة الضباب•