نزل مؤخرا الشاعر الإسباني خوردي دوثي، ضيفا على المعهد الثقافي الإسباني سرفانتس بالجزائر، حيث قدم باكورة من أشهر أعماله الشعرية للشغوفين بالحضارة الأيبيرية والأندلسية في الجزائر التي عاش بها رائد الفكر الإسباني والعالمي ميڤال دي سرفانتس والتي كتب فيها رائعته العالمية ''دونكيشوت''. وكان خوردي قد افتتح الجلسة التي حضرها مدير معهد سرفانتس الجزائر فرانسيسكو كورال ونخبة من محبي الثقافة الإسبانية بالجزائر، برفقة المترجمة الأستاذة بجامعة الجزائر صليحة بن عيسى، ورحل بالحضور في ''النزهة'' مع برودة نسمات سبتمبر إلى مدينة خيخون الإسبانية وهي مسقط رأس الشاعر، هناك حيث حاكى المرأة والحدائق، ومن هناك مررنا معه على الربوة حيث غنى للصيف وملوحة ماء الشواطئ والبحار، ليصل إلى وصف الدلفين ذلك الحيوان الأليف وصديق الإنسان والبحر والطبيعة. ومن الجو اللطيف وزرقة البحر وهدوء الشواطئ، عاد الشاعر الإسباني، ليحاكي النار التي أوقدت لتصنع طقوسا خاصة وليغوص الكل في ألوانها الزرقاء والصفراء والحمراء، حيث هناك تجرب الأغصان طقطقاتها وتعبر بلغتها عن الارتعاش والجفاف على امتداد الليل العميق. أشعار أخرى تضمنها الجزء الثالث من مجموعة القصائد، فمن الرثاء إلى الدائرة الفيدرالية والزوال والخاتمة، كلها مجموع أظهر فيه الشاعر الإسباني منمنمات كتلانية عن الشوق والحنين، وأحيانا عن الألم، وعن الفراق وعن الحب والأحاسيس. يذكر، أن الشاعر خوردي دوثي هو من مواليد مدينة خيخون الإسبانية العام 1967 وهي المدينة التي ارتبط اسمها باللقاء التاريخي في كأس العالم حيث انتصرت الجزائر على المنتخب الألماني واحد من أكبر المنتخبات العالمية وحامل الكؤوس الأوروبية والعالمية، وهو كاتب للعديد من الروايات والقصائد الشعرية، كما كتب حول الرومانطيقية الانجليزية في الشعر الإسباني المعاصر.