" ماكس أوب" هو الإسم الذي ستحمله قريبا مكتبة معهد سرفانتس بالعاصمة تكريما للكاتب الجوال ماكس أوب الذي كان معتقلا بمعسكر الجلفة بهضاب الأطلس الصحراوي الجزائري أين دون هناك أجمل ماكتبه في الأدب والشعر أنذاك . وبهذه المناسبة خصص المركز الثقافي الإسباني بالعاصمة من 9 إلى 11 جوان الجاري تظاهرة ثقافية متنوعة تشمل محاضرة للدكتور إرنستو بويرتاس، مائدة مستديرة تسلط الضوء على أعماله الأدبية ، فضلا عن عرض فيلم " جبال تريويل" أو" الأمل" الذي صور ببرشلونة سنة 1938 . النشاطات الثقافية التي سينظمها معهد سرفانتس بالعاصمة بهذه المناسبة ستحتفي بالشخصية المميزة للأديب و الشاعر ماكس أوب الذي رغم انه من أم فرنسية و أب ألماني إلا انه اختار اللغة والجنسية الاسبانية التي فتحت له أفاق جديدة في عالم الثقافة اللاتنية ، حيث بعد أن رافق والده في رحلته إلى اسبانيا كممثل تجاري تحول كملحق ثقافي في خدمة الجمهورية الاسبانية إلى شخص مهم للمثقفين الإسبان والفرنسيين آنذاك ، فمثلا هو الذي كلف بيكاسو برسم ال "جرنيكا" بإسم الجمهورية الاسبانية. من خلال المحاضرة المبرمجة خلال هذه التظاهرة والتي سينشطها الدكتور إرنستو بورتاس سنكتشف أكثر أهم المحطات التي توقف عندها الكاتب سواء في حياته الشخصية والأدبية و منها اعتقاله في المعسكرات الفرنسية والجزائرية من سنة 1939 إلى 1942 ، حيث مكث بمدينة الجلفة مدة سنتين التي كانت مصدر إلهامه في تدوين أجمل الأشعار ، حيث يقول ماكس أوب :" تمت كتابة هذه الأشعار في معتقل الجلفة في هضاب الأطلس الصحراوي ، ربما أنا مدين لها بحياتي، لأنه لحظة ولادتها كنت أستعيد قواي لأقاوم في اليوم الموالي، وكل ما يروى فيها حقيقي وحدث في الواقع" . وفي نفس الإطار يتضمن برنامج هذه التظاهرة التي سيحتضنها معهد سرفانتس ابتداء من 9 جوان و إلى غاية 11 منه مائدة مستديرة بعنوان " مظاهر أعمال ماكس أوب" ينشطها كل من مديرة معهد سرفانتس كارمن كافاريل، رئيس مؤسسة "ماكس أوب " إلينا أوب ، سفير المكسيك بالجزائر إدواردو رولدان ، صليحة زروقي مختصة في اللغة الاسبانية و الناقد الأدبي مانويل غرسيا. وسيتم أيضا عرف فيلما وثائقيا بعنوان " جبال تريويل " أو " الأمل" الذي أخرجه أندري مالرو بالتعاون مع ماكس أوب سنة 1938 وهو بمثابة وثيقة تاريخية لما تتضمنه من لقطات تعتبر تكريم من الشعب الاسباني إلى الرجال اللذين قدموا من مختلف أنحاء العالم للدفاع عنه. جرى تصوير الفيلم في شهر جويلية من سنة 1938 بإيستديوهات " مونجويش" ببرشلونة، جاء ليصور مختلف الأحداث التي عاشتها فالديلينارس ، وصادف نهاية تصوير الفيلم مرور أيام عن انتهاء الحرب العالمية الأولى، وتم عرضه في قاعة السينما بقصر الايليزي بباريس . ماكس أوب الذي استطاع أن يهرب من معسكرات الاعتقال، والوصول بعدها إلى المكسيك لتكون منفاه ألف فيه معظم أعماله، حتى وفته المنية هناك في عام 1972، كان يقول دائما:" عودت نفسي على احترام مشاعر الآخرين و الإعجاب عن طريق التسامح ، بالنسبة لي الحب و الصداقة هما سبب الحياة ..." .