أجاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس، عندما سئل عن احتمال مشاركته في قمة باريس المرتقبة في 13 جويلية الداخل بأنه '' لكل مقام مقال '' ، مبقيا بذلك على حالة الغموض والسوسبانس الذي ميز الموضوع منذ الإعلان عن هذه القمة المخصصة للإعلان الرسمي عن ميلاد مشروع الاتحاد من أجل المتوسط والذي تتحفظ الجزائر على الكثير من جوانبه. وجاء تصريح الرئيس بوتفليقة هذا على هامش استقباله لرئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فليون أمس برئاسة الجمهورية، ليبقي على حالة الغموض الذي طبع مسألة مشاركة الجزائر من عدمها في هذه القمة من جهة والتي سيحضرها العديد من الزعماء ورؤساء الدول المطلة على حوض الأبيض المتوسط والمعنية بمشروع ساركوزي، ومن جهة أخرى مستوى التمثيل في حالة قبول المشاركة، هل ستكون الجزائر ممثلة على أعلى مستوى بحضور الرئيس بوتفليقة شخصيا، أم سيتم الاكتفاء بتمثيل وزاري عن طريق وزير الخارجية مراد مدلسي. ومعروف أن فرنسا تسعى بكل الوسائل من أجل إقناع الجزائر بالحضور والمشاركة في قمة 13 جويلية المقبل ومن ثمة القضاء على عنصر التردد والتحفظ الذي طبع الموقف الرسمي للجزائر حيال المشروع ككل، وهو ما يفسر -حسب العديد من المتتبعين- برمجة زيارة رئيس الوزراء فرانسوا فليون في هذا التوقيت بالضبط الذي لم يكن اختياره عبثيا من الجانب الفرنسي، كونه يفصل عن القمة بحوالي 20 يوما فقط . وجاء رد بوتفليقة الذي أبقى على الباب مفتوحا على مصراعيه بشأن مشاركة الجزائر في قمة باريس من عدمها، ليؤكد صلابة الموقف الجزائري الواضح، الداعم لأي مبادرة تهدف إلى تعاون جدي بين الشمال والجنوب من جهة، ومن جهة أخرى يدعو إلى تكييف صيغ وأطر هذا التعاون بما ينسجم مع مصالح جميع الدول ومع سياستها الداخلية والخارجية، الأمر الذي ترجمه التحفظ الجزائري بشأن العديد من النقاط في مشروع ساركوزي التي قال إنها جد غامضة وتحتاج إلى توضيح، على غرار موقع قضية الصحراء الغربية من المشروع، وكذا مشاركة إسرائيل ومصيرالقضية الفلسطينية. من جهة أخرى أكد تصريح الرئيس المقتضب ما ذهب إليه رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم في حوار أجرته معه جريدة '' لوموند الفرنسية '' الأسبوع الماضي، حين لمح إلى إمكانية مشاركة بوتفليقة في قمة باريس المزمع إجراؤها يوم 13 جويلية الداخل، وجدد فيه نظرة الجزائر للمشروع ومبررات تحفظها حيال العديد من النقاط التي رأت فيها غموضا يستوجب التوضيح، ونفس الشيء كان قد أكده وزير الخارجية مراد مدلسي خلال اجتماع وزراء الخارجية الذي عقد بالجزائر حين كشف لأول مرة عن الموقف الرسمي الجزائري الذي يوصف ب '' المتحفظ " . من جهته قال رئيس الوزراء الفرنسي بعد استقباله من طرف الرئيس بوتفليقة إن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط كان في صلب المحادثات بينه وبين الرئيس بوتفليقة، مؤكدا أنه ألح خلال على هذا الأخير على ضرورة متابعة وبشكل دقيق التعاون الثنائي بين البلدين، وأشار فليون في تصريح له إلى أن هناك دعائم ثقة تم إرساؤها بين قيادة البلدين، مضيفا بأنه لابد من تطبيق كافة الالتزامات التي تمخضت عن زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الجزائر العام الماضي.