دعا رئيس الجمعية الجزائرية للجراحة البروفيسور غرابة عبد العزيز يوم السبت إلى إنشاء وكالة وطنية لزرع الأعضاء المتبرع بها من جثت الموتى، ووجد غرابة أنه يتعين فتح مراكز أخرى مختصة في علاج السرطان إضافة إلى المركز الموجود على مستوى الجزائر العاصمة. وأكد البروفيسور أثناء الملتقى الطبي الجراحي الجزائري الفرنسي الذي خصص لدراسة مواضيع تتعلق بمعالجة تبعات سرطان القولون والمستقيم وغيرها. أن الجزائر تتوفر على الإمكانات المادية اللازمة الكفيلة بالسماح لها بتحقيق أكثر مما توصلت إليه في هذا المجال إلى حد الآن. أوضح رئيس الجمعية في ذات السياق أن الجزائر تعرف تقدما في ميدان جراحة وزارعة الكبد، ويظهر هذا جليا من خلال ارتفاع عدد عمليات الزرع التي تم إجراؤها بمركز بيير وماري كوري لمكافحة السرطان إلى 26 عملية منذ إدخال التقنية الجديدة لعلاج تبعات سرطان الكبد، مشيرا إلى أن أول عملية زرع كبد لشخص حي في الجزائر قد تمت في فيفري 2003 وأن آخرها يوم 20 جوان الجاري. في معرض حديث عن مدى أهمية إدخال تقنيات جديدة للتكفل بهذا المرض، كشف البروفيسور غرابة أنه بالرغم من كل النتائج المتوصل إليها بمركز مكافحة السرطان إلا أن هذا لم يمنع من استفحال المشاكل التنظيمية بهذه المصلحة، حيث تعرف تناقضا ولا تكافؤ بين القدرات البشرية الهائلة التي يتوفر عليها والتجهيزات التي تحتاج حسب البروفيسور إلى صيانة مستمرة وضرورة استقدام تجهيزات أخرى جد عصرية مع الحرص على مضاعفة عددها لتجنب حدوث مشاكل خلال العمليات الجراحية، فالأمر يتعلق بحياة شخصين بالنسبة لكل عملية (المتبرع والمستقبل معا). كما بين المتحدث صعوبة هذا العلاج والمبالغ الباهظة التي يكلفها مضيفا أنه يتطلب الدقة في التنظيم والالتزام الصارم لتفادي الأخطاء المهنية قدر الإمكان، حيث تأتي عملية زرع الكبد في المرحلة الثانية عندما يهاجم السرطان هذا العضو الحساس في جسم الإنسان في المرحلة النهائية، ما دفع بالبروفيسور إلى الدعوة لتطوير العلاج عن طريق الأشعة تدعيما لقسم الأشعة بمستشفى مصطفى باشا. وللإشارة شارك في هذا الملتقى التكويني إلى جانب الأخصائيين الجزائريين مجموعة من الأساتذة قدموا من فرنسا ونشطوا مداخلات هامة ساهمت في نقل وتبادل الخبرات بين البلدين في علاج السرطان، من بينهم البروفيسور غي ليدو من عيادة سان جان (ليون) والدكتور د.كاستينغ من فيل جويف، إضافة إلى مشاركة البروفيسور الياباني كينيشيرو هاسومي الذي أشرف يوم الخميس الماضي على عرض طريقة جديدة لعلاج مختلف أنواع السرطان باستثناء سرطان الدم من خلال لقاح تم استخراجه من خلايا ورمية متفرعة ومنتوجات كيماوية.