ذكرت وكالة أنباء ''الأخبار'' الموريتانية المستقلة أن وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم قد أجرى اتصالا هاتفيا مطولا مساء الخميس الماضي مع الرئيس الموريتاني المنقلب عليه سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله. وأفادت الوكالة ذاتها نقلا عن مصادر من الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المناهضة للانقلاب في موريتانيا أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه بلخادم مع الرئيس الموريتاني المخلوع قد تناول جديد الوضع السياسي في موريتانيا بعد انقضاء المهلة التي حددها الاتحاد الأوروبي للخروج من الأزمة السياسية التي تعرفها البلاد منذ انقلاب السادس من أوت الماضي الذي قاده الجنرال محمد ولد عبد العزيز، والذي أدى إلى خلع الرئيس المنتخب شعبيا عن الحكم وعودة العسكر إلى الإمساك بدواليب السلطة في نواقشط. وتدخل مكالمة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في إطار سعي الجزائر إلى إعادة الشرعية واحترام خيار الشعب الموريتاني، حيث كانت الجزائر قد أكدت منذ البداية على لسان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أنها تدين عملية الانقلاب العسكري التي جرت في موريتانيا، وأنها لا تعطي المصداقية لأي سلطة تصل إلى الحكم بطريقة غير شرعية، موضحا في السياق ذاته أن الجزائر والتزاما منها بقوانينها الداخلية وبالنصوص الدولية والقارية التي قد وقعت عليها فأنها ترفض أي سلطة تصل إلى الحكم بطريقة تخالف القوانين والدستور المقام في ذلك البلد، ومعلوم أن موقف الجزائر بخصوص التطورات السياسية التي تشهدها موريتانيا قد تم التعبير عنه من خلال بيان لوزارة الشؤون الخارجية نشر فور حدوث الانقلاب. وفي السياق ذاته، كان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل قد عبر خلال لقائه بالمبعوث الخاص لقادة الانقلاب العسكري في موريتانيا الذين زاروا الجزائر في إطار بحثهم عن دعم لانقلابهم أن الجزائر ترفض ما قاموا به، وتأمل في إعادة الرئيس المطاح به من منصبه الذي حصل عليه عن طريق الاقتراع الشعبي.