تلقى الجمهور المصري ''قضية رجال'' للمخرج الجزائري أمين قيس المشارك في المسابقة العربية لمهرجان القاهرة الدولي السينمائي، بكثير من الاهتمام لما يطرحه من قضايا انسانية تدعو لحوار صريح ومفتوح بين الشرق والغرب لتصحيح المفاهيم والكليشهات النمطية. ونجحت قصة الفيلم وهو من النوع البوليسي في ان تشد الجمهور طيلة مدة العرض 90 دقيقة لمتابعة تقلبات وتعقيدات الاحداث في جو هيشكوكي امتزجت فيه ميزات المغامرات البوليسية بحركيتها وخفتها بعمق العلاقات الانسانية وتناقضها في مجتمع مثل المجتمع الامريكي. وبالرغم من اختيار المخرج أمين قيس للنوع البوليسي في أول شريط سينمائي طويل له بعد تجربة تلفزيونية في ''شوارع الجزائر ''سنة 2002 الا ان قصة الفيلم التي كتبها بنفسه تحت عنوان مبدئي ''اساروف'' وتعني العفو بالترقية، تتعدى مغامرة المفتش ناصر الجزائري الذي انضم الى فرقة الشرطة النيويوركية بعد ان كان قبل هجرته لأمريكا عضوا في شرطة مكافحة الإرهاب بالجزائر، لطرح بشكل جيد وجريء موقع العرب والمسلمين في امريكا بعد انفجارات 11 سبتمبر 2001 وقد تمكن المخرج من تقديم فيلم بوليسي على الطريقة الامريكية يحمل كل متطلبات هذا النوع من مغامرات وملاحقات وعنف واإفراط في استعمال السلاح الناري ومطاردة واحتراق السيارات. وقد اختار امين قيس العمل مع ممثلين جزائريين وامريكين حيث اسند دور المفتش ناصر الى شاب جزائري مقيم بامريكا يتقن اللغة الانجليزية التي استعلمت في الفيلم لتقمص هذه الشخصية الصلبة. وقد تمكن هذا الاخير من الدور بكثير من المهنية والاقناع مع انه يقف لأول مرة امام الكاميرا. للمخرج عدة مشاريع من بينها ملحمة حول شخصية الامير عبد القادر يطمع ان يسند ادواره لنجوم عالميين مثل روبر دي نيرو او آل باتشينو لأن ذلك - كما صرح -للصحافة يضفي صبغة عالمية على الفيلم، مشيرا الى أن مثل هذه المشاريع الكبيرة تحتاج لمسحة انجلوساكسونية. ويشارك ايضا في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فيلمان جزائريان هما ''مسخرة'' للياس سالم الذي ادرج في مسابقة الافلام العربية و ''الاذان'' لرابح عامر زايمش الذي يعرض في خانة التسامح الديني تشارك المخرجة جميلة صحراوي في لجنة تحكيم الخاصة بمسابقة الافلام العربية.