يطالب سكان بلدية ''بني بوسعيد'' من والي ولاية تلمسان التدخل العاجل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه بهذه الدائرة المنبثقة عن التقسيم الإداري لسنوات التسعينات والتي تصنف ضمن مصاف القرى بحكم غياب بوادر التنمية باستثناء وجود متوسطة ومركز بريدي ومركز ملحق للضمان الاجتماعي. هذه المنشآت التي لا تعد ضرورية أكثر من مستوصف، فرغم أن ''زوية'' مقرا للدائرة فإنها لا تحتوي إلا على قاعة علاج لا تلبي طلبات المرضى الذين يقطعون 40 كلم نحو ''مغنية'' للمعالجة بمستشفى ''حمدان حمدون''، خصوصا ليلا، حيث أن قاعة العلاج التي تغيب فيها أدنى ضروريات العلاج تغلق أبوابها بعد الزوال تاركة مآسي سكان الدائرة تتضاعف خصوصا الحوامل اللواتي يلجأن إلى مستشفى ''مغنية'' للولادة. مما يحدث ضغطا على المستشفى. وقد طالب سكان ''الزوية'' من والي الولاية خلال جلسات الاستماع مع الشباب التي نظمتها الولاية أن تدعم المدينة بمستوصف وقاعة للولادة، وثانوية لتفادي تنقل تلاميذ الدائرة نحو ''مغنية'' والتخلص من تكاليف النقل وتخفيف الضغط على مرافق ''مغنية''، لكنهم تفاجأوا ببرمجة مقر جديد للبلدية وآخر للدائرة الذي يصنف ضمن الكماليات بحكم أن هناك مقرات لهاته الهيئات. أما الثانوية فقد تم تخصيص لها مقرا لا يزال يسير بخطى السلحفاة رفقة مقر للأمن الوطني، في حين تبقى المنطقة تفتقر لمقرات ''سونلغاز'' والجزائرية للمياه، مما يجعل الانقطاعات دائمة للتيار الكهربائي نتيجة عدم كفاية الضغط الكهربائي لعدد السكان، من جهة أخرى ورغم أن المنطقة غابية ومحادية لأكبر جبال تلمسان المعروفة بجبال ''عصفور'' إلا أن غياب مقر للحماية المدنية جعلها تعيش عشرات الحرائق التي أتلفت عشرات الهكتارات من غاباتها، وعن جانب التربية والتعليم فتحتوي الدائرة على متوسطة وحيدة عرفت من الاكتظاظ ما لم تعرفه أية مدرسة على مستوى تراب الولاية مما جعل الإدارة تستنجد بإحدى المدارس الابتدائية المجاورة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن المفاجأة أنه حتى المدرستين الابتدائيتين تعرفان ضغطا كبيرا أثر سلبا على العطاء العلمي للتلميذ، وحتى مشروع المدرسة الذي تولد جراء الضغط لا يزال لم ير النور. أما عن شوارع ''الزوية'' فتشكو تراكم الأوحال والبرك المائية بالشوارع غير المزفتة والمتأثرة بأشغال الحفر الذي باشرته إحدى المؤسسات لإعادة ترميم شبكات المياه دون إعادة تزفيت الشوارع بسبب عدم إدخال غاز المدينة، الذي لم يزر هذه المنطقة التي تتميز ببرودة شديدة وحتى المشروع لم يطرح مما فتح الباب أمام المضاربين في قارورات الغاز.