غزة هاشم .. جريحة ... نعم ... محاصرة .. نعم ... مجوعة ... نعم ... تُستهدف من أكثر من عدو ... نعم .. غزة تتآمر عليها دول ومنظمات ... نعم ... يُمدّ عدوها الصمت العربي الرسمي وهو علامة الرضا ... نعم .. غزة صامدة نعم وألف مليون نعم .. فمن أين تستمد صمودها ... والدنيا تتآمر عليها وتحاول اجتثاثها وليس كسر شوكتها وقوة عريكتها ...؟ هذا الجواب لا يدركه المرجفون والخائفون ومن تعلقوا بأوهام الدنيا وزينتها وزخرفها والدنيا كما وصفها سيد الأنام ( الدنيا جيفة وطلابها الكلاب ) من يُعاقب الآن حماس أم الشعب الفلسطيني داخل القطاع ...؟ حماس لم تصل للحكومة إلا بالانتخاب أو كما يتشدق الغرب ( بالديمقراطية ) ولكن منذ اللحظة الأولى بدأ عقاب الشعب الفلسطيني من أزمة الرواتب إلى أزمة المعابر إلى تقاتل الأخوة ومن ثم إقالة الحكومة الشرعية , وكان الحصار الشامل على شعب كامل .. شعب يجوع أمام أعين العالم وبات قطاع غزة أكبر سجن في العالم .. سجن يقطنه مليون ونصف المليون إنسان .. لا كهرباء لا وقود ..والمواد التموينية إلى نفاد كذلك خلو المشافي من الإسعافات الأولية .. هكذا تعاقب غزة , لماذا لأنها انتصرت على العدو الصهيوني بإرادة أبنائها ولأنها أدركت أن حب الموت يعادل حب الحياة عند الطرف المقابل ..؟ فأوجعته وتحاملت على جراحها، وأوجدت ميزان الرعب بالقنبلة البشرية ..؟ وحينما حيل بينها وبين ذلك كان الصاروخ البدائي مصدر رعب لأراذل البشرية أحفاد القردة والخنازير.. الآن الدماء تجري في غزة أنهارا فهل سيتغير شيء هل يعول على العرب رسميا وشعبيا ..؟ رسميا الحقيقة المرة لالالا ..!! العرب لديهم النفط نعم .. لكن غزة بلا نفط ..! العرب لديهم الجيوش .. نعم ولكنها لحماية العروش ..! غزة تملك الإرادة والإيمان بالشهادة نعم .. وشتان بين هذا وذاك ..! يُعاب على حماس التمسك بالحكومة , وأنها جرت الويلات على غزة ..؟ نسأل أنفسنا كيف وصلت حماس لرئاسة الحكومة ..؟ سنجد عاملين أثنين أوصلاها لذلك ...؟ فساد السلطة الممثلة بفتح , وتاريخ حماس في تحرير غزة .. وبالتالي أليست صناديق الاقتراع هي التي أوصلتها إلى الحكومة ..؟ شعبيا ... الشعب العربي بكل مكان مع غزة ... وربما يتمنى الملايين أن ينالوا الشهادة على أرض فلسطين .. ولكن ألم يعتد الشارع العربي على الفوران أياما أو شهورا وربما ساعات ومن ثم يعتاد على الأمر ويصبح ملازما للإذاعات ووكالة الأنباء محصيا للقتلى ..! وكأن فيروسا لتبلد المشاعر ينتشر بعد مدة بين الناس ..! وهذا العراق وليس احتلال العراق عنا ببعيد ..! ألم يحاصر العراق ويجوع ويمنع عنه الدواء والغذاء ومن ثم أُحتل بقوات قادمة من أراض عربية ومياه عربية وأجواء عربية ..! ألم تهدم الفلوجة أمام أعيننا ودفنت عوائلها ستة آلاف شهيد في حدائق المنازل وأرصفة الشوارع وحولت ملعب كرة القدم مقبرة لشهدائها ..؟! والقائمة تطول في مآسينا في الصومال والسودان وووو... لكل هذا أدركت غزة أنها لن تمل الدماء ولن تمل الدموع فما حك جلدك مثل ظفرك ...!