''نناشد المنظمات والهيئات والحكومات ورؤساء وملوك العالم باسم الحب والسلام والعروبة والإسلام والإنسانية جمعاء التدخل السريع لنشر الأمن وإطفاء المحرقة التي أضرم العدو الصهيوني فتيلها في قطاع غزة ووضع سكانها في أحضان المأساة''، بهذه الكلمات الغاضبة المتألمة أعرب شعراء جزائريون ل''الحوار'' عن امتعاضهم الشديد لما يحدث لسكان غزة أمام خذلان الأنظمة العربية وهيئة الأممالمتحدة التي لم تنشأ إلا لنشر السلام في ربوع العالم. الشاعرة ربيعة جلطي: خروج العرب والعالم في مسيرات احتجاجية دليل على مساندتهم لسكان غزة إن ألمي لا يزيد ولا ينقص عن آلام الأمهات في غزة أولا وعن آلام كل المثقفين، وكل إنسان يكره الظلم ويتوق إلى الحرية والعدالة وسعادة الإنسان على هذه الأرض، كنت أتوجس خيفة وكنت أتوقع أن شيئا سيحدث قريبا للمنطقة العربية وأننا سنستيقظ يوما على وقع همجية صهيونية على قطاع غزة بالنظر إلى التهديدات والحصار المضروب على المنطقة مدة 18 شهرا، واسترسلت ربيعة في قولها أبارك بكل قلبي وبكل عقلي المقاومة الباسلة والشجاعة والصمود في غزة الذين أخرجونا بين قوسين من (البهدلة) التي نعيش فيها والخذلان العام الذي يلطخ العديد من الأنظمة العربية، هذه المقاومة التي استجاب لها العالم بأسره المولع بالحرية، وهذا التضامن مع المقاومة هو في حقيقة الامر تقول جلطي حصار للعدو الصهيوني، لأن الشعوب عبر المعمورة قد أسمعت صوتها للولايات المتحدةالأمريكية ولكل أذنابها وقالت ضمنيا إنها مع الحق الذي انتزعت منه منذ 1948 من قبل الصهاينة الذين يحاولون بكل الطرق تأكيد شرعية وجودهم في هذه الارض المغتصبة. واغتنمت جلطي الفرصة لتحيي مقاومة الشعر واعتبرتها أسمى مقاومة لنصرة القضية الفلسطينية بدءا من شعر ابراهيم طوقان وأبي سلمى ومحمود درويش بوصفه أبوالقضية وفدوة طوقان، وغيرهم ممن كانت كلماتهم قذائف في وجه العدو. كما نوهت الشاعرة جلطي بجهود الأدباء والكتاب الذين كتبوا في مختلف الأجناس الأدبية معتبرة كتاباتهم جزءا من المقاومة وجزءا من ذاكرة المكان والتاريخ والإنسانية، حيث قامت هذه الطبقة المثقفة - حسب جلطي - بالتعريف بالقضية الفلسطينية العادلة وقدمت صورة حقيقية عن الوضع في المنطقة العربية وأكدت للعيان أن ثمة حقوق سلبت. عبد الحميد بورايو: تؤسفني كثيرا حالة العجز والخمول التي طبعت المنظمات العالمية والعربية نوه الشاعر الشعبي الدكتور عبد الحميد بورايو أستاذ بجامعة الجزائر بالمجازر التي ترتكب في حق الإخوان في فلسطين، وقال إن العدو الصهيوني قد شن حرب إبادة ممنهجة على شعب أعزل ومجرد من السلاح. وعبر بورايو عن اسفه لما يحدث للغزويين على مرأى العالم، والعالم العربي والإسلامي يعاني حالة الخمول والانكسار، ''يؤسفني كثيرا -يقول بورايو- درجة العجز التي وصل إليها الناطقون باسم الإنسانية وأتأسف أكثر حين أشاهد جثثا مفحمة على شاشة التلفزيون والهيئات العالمية في منأى عن ذلك''. وندد المتحدث من موقعه كأستاذ ببشاعة هذه المهزلة التي تسعى بأعمالها هذه إلى الإبادة الإنسانية، إنها حرب الاستنزاف البشري داعيا المنظمات الدولية إلى التعجيل في وضع خطة لوقف هذه المحرقة في غزة. الشاعر توفيق ومان: لقد أثبتنا للعالم أننا نعيش في عصر الانحطاط من جهته تأسف الشاعر الشعبي ورئيس الرابطة الوطنية للشعر الشعبي توفيق ومان من موقف العرب إزاء القضية الفلسطينية وتأكيدهم في كل مناسبة أنهم أقل شأنا من العدوالصهيوني، في حين لو وضعوا يدا في يد وأعلنوا تضامنهم الفعلي لأرهبوا العالم بأكمله، ''إننا فعلا - يقول ومان - نعيش في عصر الانحطاط، وأثبتنا كسلنا وعجزنا أمام حفنة من الخنازير البرية التي يمكن سحقها لو توحد الصف العربي وأعلنا صوتنا في كلمة واحدة''. وبصرخة عالية من شاعر يحمل همّ القضية الفلسطينية في قلمه وقلبه يقول ومان ''متى يستفيق العرب من نومهم ومتى يحسون أنهم الأقوى باتحادهم، ألا تلاحظون يا عرب أن الأوروبيين لهم النخوة أحسن منكم ولهم الهمة أكثر منكم ولهم مواقف صلبة أكثر منا فمتى تستيقظون من سباتكم العميق''. الشاعر الشعبي كمال شرشار: كفانا من اللقاءات الجوفاء استهجن الشاعر الشعبي كمال شرشار الأمين العام للجمعية الثقافية ''أحلى الكلام'' الوضعية الكارثية التي يعيش فيها الغزويون ومن الموقف العربي إزاء المعظلة الإنسانية التي تجتاح القطاع، وقال إن غزة على فوهة بركان فلا داعي للقاءات والندوات والمؤتمرات، فالوضع الإنساني المزري لا يحتمل التماطل وصراحة يواصل شرشار ''ليس لي ما أضيف أمام التنديدات والأصوات التي تعالت حتى بحت ولم تسمعها دبابات وصواريخ الصهاينة التي تنهمر على رؤوس الغزويين في كل ثانية، إن حصار غزة هو حصار العرب كلهم دون استثناء وإبادة غزة هو إبادة الإنسانية بأسرها''.