ناشد الداعية الإسلامي ''عمرو خالد'' الامة العربية إعادة فتح باب الاجتهاد والتجديد الذي تم غلقه منذ ازيد من مائتي سنة، مؤكدا على ان هذه الامة لا تعول الا على شبابها في صنع نهضة عربية من شانها ان تعيد لها امجادهم واحترامهم بين الامم الأخرى. و دعا ''عمرو خالد'' كل الحكام العرب الى حماية الجيل الجديد من الاخطار التي تتربص به من تطرف وانحلال ديني وخلقي واستلاب ثقافي، وذلك بالتركيز على احتوائه وتوجيهه والتواصل معه وفتح قنوات تستوعب اهتماماته وطريقة تفكيره لنضمن مستقبل الامة التي يهددها خطر الركود واجترار علوم الآخر، بل وذهب الشيخ الى ابعد من هذا حين قال انه اذا لم ننهض بالامة خلال المائة سنة الجارية فسنفوت على انفسنا فرصة الالتحاق بالركب وسنفنى. نريد جيلا مجددا يعيد للأمة العربية المسلمة أمجادها واحترامها بين دول العالم في سياق الدعوة الى نهضة عربية سليمة حل على الجزائر الداعية المصري ''عمرو خالد'' بدعوة رسمية من المجاس الاسلامي الاعلى، حيث قدم ضيف الجزائر اول امس محاضرته الاولى و التي جاءت تحت عنوان '' المجددون و نهضة الأمة'' و ذلك بفندق الاوراسي وبحضور نخبة كبيرة من الفقهاء و العلماء و الاساتذة و المثقفين و الاعلاميين الجزائريين. عمرو خالد الذي يعد من ابرز الدعاة الاسلاميين واكثرهم تاثيرا على الشباب المسلم من خلال رايته الدينية المنفتحة التي لا تتنكر لكل ما هو جديد، ركز في مقدمة محاضرته على ابراز حاجة الامة العربية المسلمة الى صنع جيل مجدد يقدم للبشرية حلولا لكل ما استعصى عليها حله لانه من صلب امة كانت المنبع الاول لكل العلوم والعقل الذي قدم للانسانية المبادئ الاولى في العلوم و الفقه و الفلسفة و الهندسة و الطب و الفيزياء.. ليتوقف في معرض حديثه عند عدد من الامثلة العظيمة التي صنعت للامة عصرا ذهبيا حفظ لها كرامتها بين الشعوب الاخرى ليتوقف هذا العطاء - حسبه- حين اغلق باب الاجتهاد في العصر العثماني وليزج بالعرب الى خانة الركود والجمود ويحول عقولهم مبرمجة على التخزين لا التفكير. ليصل المتحدث الى التاكيد على ان العقل هو اعظم نعمة وهبها الله للعباد بعد نعمة الإيمان، وبالتالي فمن واجب المسلمين ان يحضروا لنهضة عربية قريبة بقيادة شباب الامة الذين يمثلون ازيد من سبعين بالمائة من نسبة الكثافة السكانية العربية، وشدد الداعية في هذه النقطة على ضرورة الاهتمام بتعلم الشباب العربي المسلم كيف يستخدم عقله و كيف يصنع نهضة تحفظ ماء وجهه مع التركيز على حتمية الرجوع الى القران الكريم والاجتهاد في فك رموزه التي تنطوي على مفاتيح فلاح الامة وتطورها في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية والااجتماعية ... وبالمناسبة ذكر الشيخ بأسلافنا من العرب من المجددين العظماء الذين تفوقوا على الاخر بعقولهم وجرأتهم ولم يكتفوا بالصوم والصلاة والدعوة الله ولا بالافتخار بأنهم خير أمة اخرجت للناس، بل ادركوا قيمة العقل واستخدموه في صنع حضارة عربية اسلامية تشهد لها الامم فضلها وعطاءها الى يومنا هذا وعلى رأسهم ابوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي ابن ابي طالب والشافعي وسينان وابن خلدون وابو حنيفة والفارابي.. مشيرا الى الحكمة القرانية التي تفيد بان الله تعالى يبعث للأمة في راس كل مائة سنة من يجدد لها. وعليه قال الشيخ إنه على الامهات المسلمات تربية ابنائهن تربية اسلامية صالحة تقوم على الايمان بالله والبر بالاوطان، وهي الرسالة التي ارتأى الداعية تقديمها لأهل الجزائر، مبينا ان من واجبه الدعوة الى الحفاظ على وحدة الجزائر التي يشعر بحب كبير تجاهها وهو يطأ ارضها الطاهرة كما يستشعر حبا كبيرا تجاه شبابها الذي يحرص على التواصل معه عبر الانترنت وعبر الاتصالات الهاتفية. كما عبر ضيف الجزائر عن افتخاره الكبير بارتداء عباءة '' برنوس'' الامير عبد القادر زعيم المقاومة الشعبية ورمز النهضة العربية الاسلامية، مؤكدا انه مدرك عظمة الجزائر التي تتشرف الامة العربية بتاريخها النضالي الحافل بالامجاد والبطولات خاصة وأنها البلد الذي علم الكون درسا في الصمود والتضحية والصبر والعطاء .