أنا مقصر في حق الجزائر التي لقنت العالم قيم البطولة والتضحية أكد الداعية المصري المعروف عمرو خالد أن له علاقة خاصة جدا مع الجزائر التي يزورها لأول مرة وخاصة مع شبابها، مشيرا خلال المحاضرة التي ألقاها أمس بفندق الأوراسي حول "التجديد ونهضة الأمة" أن الجزائر هي ثاني بلد بعد مصر تستمع إليه وتقرا كتاباته. عمرو خالد قال أيضا انه يدرك تماما على أي أرض يقف أرض البطولات، مشيرا إلى أن الجزائر ليست بلدا عاديا لأنها من لقن العالم والحضارة الإنسانية بأكملها قيم البطولة والتضحية من اجل الحرية لذلك فإن مقامها عالي في التاريخ الإسلامي وبين الأمم، مضيفا أن الكثير من القيم البشرية استقاها الإنسان من الرسالات السماوية إلا الصمود والتضحية من أجل الوطن التي تلقت فيها الشعوب دروسا من المقاومة الجزائرية والفلسطينية، ليتأسف بالمقابل عن حالة التغيب التي يعانيها أعلام هذه الأمة الذين لم يأخذوا ما يستحقونه -حسبه- من الانتشار والظهور ليكونوا رموزا يهتدى بها على غرار الأمير عبد القادر، ابن خلدون، ...وغيرهم. عمرو خالد الذي يزور الجزائر بدعوة من المجلس الإسلامي الأعلى أشار انه لم يتعود على الثناء على أي بلد يزورها والشروع مباشرة في إلقاء المحاضرة لكنه لم يستطع منع نفسه من التعبير عن مشاعره تجاه هذا البلد الذي يحبه، مشيرا إلى أن حضوره للجزائر لم يكن مرتبطا بأي شرط أو قيد إلا لقاء الشباب والحديث معهم ليفند بذلك كل الادعاءات التي قالت أن تأجيل زيارة الداعية كان مرتبطا برغبته من أن توجه له الدعوة من جهة عليا في الدولة وتكذب الإشاعات التي تناقلت أن الداعية يشترط مبالغ باهظة للحضور إلى أي دولة . ومن جهة أخرى اعترف الداعية بتقصيره إعلاميا تجاه الجزائر عبر برامجه الإعلامية المختلفة قائلا: "أنا معترف أن الجزائر وكذا تونس والمغرب لا تأخذ حقها إعلاميا"، مشيرا في السياق أن برنامجه الجديد "مجددون" يضم ثلاث شباب جزائريين من بين 16 شابا آخر من مختلف الدول العربية "مصر، السودان، اليمن، السعودية، الأردن ..والذي يقوم على دفع الشباب إلى انجاز مشاريع مجددة في أوطانهم. ليعبر بالمقابل عن استعداده لاحتضان ورشات عمل في هذا المجال خلال زيارته هذه للجزائر ويتولى مهمة ترويجها إعلاميا. وفي حديثه عن »التجديد والنهوض بالأمة« بدأ الداعية المعروف، كلامه بالنداء إلى بر الأوطان الذي هو من بر الولدين على حد تعبيره ، والتي يقصد بها حب الوطن والتضحية من أجله البحث عن أي طريقة من أجل تطويره والنهوض به، قائلا انه على الشباب الذي يمثل 70 بالمائة من الشعب العربي استعمال عقله الذي يعد أهم نعمة منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان من أجل التجديد والنهوض بالأمة عوض الاتجاه إلى أشياء أخرى كالتطرف والمخدرات...وغيرها، داعيا الشباب الجزائري المعروف -حسبه -بحماسه إلى استغلال طاقته في العمل والاجتهاد في مختلف المجالات وليس في الصراخ والهدم لأن هذا لن يرفع الأمة بل يزيدها كسوفا. عمرو خالد أشار إلى أن الحل الوحيد لنهوض الأمة العربية من سباتها ولحاقها بقطار الحضارة الذي لا يمر إلا مرة كل مئة سنة هو إنتاج أفكار جديدة والتجديد في مختلف المجالات، مضيفا أن هذا القطار يوشك على الوصول إلى المحطة -لأن الأفكار القديمة استهلكت طاقتها- من أجل أن تحمل أفكارا جديدة، ولا نصيب للدول العربية لهم فيه إلا إذا اجتهدوا وتعبوا وأنتجوا، فالصلاة والصيام والدعاء وحدها لا تكفي يقول الداعية. وكعادته قدم الداعية نماذج من التاريخ الإسلامي عن شخصيات مجددة عن ابوبكر الصديق الذي جدد بجمع القرآن في كتاب واحد، وعمر ابن الخطاب وعلى ابن أبي طالب كرم الله وجهه وسنان في مجال العمران والفرابي وابن خلدون والشافعي ... والسبيل الوحيد لإنشاء جيل قادر على العمل والتجديد وقيادة الأمة للمقدمة يقول عمرو خالد هو الأسرة المتماسكة المؤمنة التي تربي أبناءها على حب الدين والوطن وحب العطاء وعزة النفس، لتعز الإسلام المنتهك اليوم وترفع أوطانها على أن تكون مدفوعة في كل ذلك بالايمان.