مع انقضاء ثماني أسابيع على انطلاق الحراك ، لم يظهر الى اليوم هلال شخصية واحدة أو حتى مجموعة شخصيات يمكن أن تمثل هذا الحراك ، وتنطق باسمه ، وتتفاوض مع أهل الربط و الحل بعض المحللين و ( المخلخلين ) و ما أكثرهم في هذه الأيام يقولون ان بقاء الحال على هذا المنوال أي ان الشعب هو الفخامة ، و أنهم كلهم زعماء ، ان كان يمثل نقطة ضعف ، فانه يمثل نقطة قوة أيضا. وهؤلاء يستشهدون بحكاية العروش مع النظام المفروش أيام ( الجنرال عبريكا )، حين اختار أصحاب الربيع الأمازيغي من يمثلهم ، فذهب ريحهم بعد أ ن باعوا القضية مقابل دريهمات معدودات. مشكل تمثيل الحراك يكاد يكون هو نفسه مشكل النظام . فهذا الأخير وصل من شدة تشبثه بالأشخاص حفاظا على ما يعتقد أنهم يخدمون مصالحه و مصالحهم الشخصية الى تقديم ميت حركيا للرئاسة و لا يجد حرجا في ابقاء وزير أو مدير في نفس المنصب مدة تزيد عن عشرين عاما، أو في جعل المناصب متداولة فيما بينهم فقط السودانيون سبقونا في الاحتجاج ضد حكم العسكر ، و أفادونا و استفادوا منا في طريقة الاحتجاج السلمي و عندما يصل ( الثوار ) هناك على اختلاف ألوانهم و لغتهم و حتى دينهم الى تقديم قائمة موحدة عن ممثلي الحراك يمكنها التفاوض مع المجلس العسكري ، فان ذلك ينبغي أن يمثل درسا لنا لأجل انتقاء أسماء تملك الحد الأنى من المصداقية لتنوب عنه في أي حوار ، قبل أن يصبح الحراك كالقطيع بلا راعي..