تعيش الساحة السياسية جدلا واسعا بسبب المبادرات المتتالية التي باتت تطفو على السطح في ظل الأزمة التي تعرفها البلاد، وتصب المبادرات في إناء واحد وهو ” البحث عن المخرج للأزمة السياسية” ،وعلى الرغم من رحيل النظام السابق ومحاسبة الفاسدين الذين تم إيداعم “السجون” إلا أن الحراك الشعبي متواصل إلى غاية رحيل آخر ” قطرة” من النظام السابق، وفي هذا الإطار تراهن المبادرات وعلى رأسها “المنتدى المدني للتغيير” على حلحلة الأزمة ، فهل سينجح المنتدى في إمتصاص غضب الشارع؟ أم أنه سيولد ميتا خاصة وأن الشخصيات التي إقترحها خلقت بلبلة واسعة في الساحة السياسية؟. * حمروش وبوحيرد ينفيان وكريم يونس يبارك أبدت بعض الشخصيات الوطنية تحفظها على المبادرة التي أطلقها “المنتدى المدني للتغيير” والتي ترمي لإخراج الجزائر من الأزمة وخلق وساطة بين أطراف الحوار ، وينفي رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش مشاركته في المنتدى على اعتبار أنه لم يتم الاتصال به ، مؤكدا في تصريح إعلامي بالقول:” لم يتم الاتصال بي ولست معنيا بهذه القائمة التي أعلن عنها عبد الرحمان عرعار”، ومن جانبها نفت المجاهدة جميلة بوحيرد تلقيها اتصالا للانضمام إلى ال13 شخصية المقترحة وأشارت في بيان لها إلى أنها “تفاجأت” بورود اسمها ضمن هذه القائمة, حيث قالت “علمت باستغراب وجود اسمي ضمن قائمة الأشخاص المسؤولين عن تنظيم حوار بين السلطة والحراك الشعبي”، وأضافت “لم يطلب أحد رأيي ولم أعط موافقتي لأي أحد, لا يمكنني أن أكون جزءا من مجموعة من الأشخاص خدم بعضهم السلطة”, مؤكدة أنه “لا يمكن أن يكون هناك حوار مع من يهددوننا ويتهموننا بالخيانة.. أؤكد مجددا تضامني مع الأشخاص الذين يناضلون من أجل تحررهم المدني بحرية وكرامة وديمقراطية”. والمقابل أكد كريم يونس رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق أنه” يرفض الوقوف موضع المتفرج غير المبالي بالوضعية التي وصفها بالخطيرة للبلاد رغم اعترافه بصعوبة المهمة و حساسية الوضع للغاية “، منتقدا الرافضين لكل المبادرات الهادفة لإيجاد حل للأزمة التي تمر بها البلاد، وأوضح كريم يونس للإذاعة الوطنية أن سلطات البلاد لم تعطي الأهمية اللازمة للاستماع لكل فئات المجتمع، ملحا على تسليم المشعل للشباب من خلال التأسيس لمرحلة انتقال جديدة للأجيال لأن هذه المرحلة وكما قال لا مفر منها بالنظر إلى مستوى وعي الجيل الجديد ومشروعية مطالبه . * “حمس”.. السلطات الرسمية اتصلت بكريم يونس .. !! جددت حركة مجتمع السلم تمسكها ب”أرضية عين البنيان” التي اتفقت عليها القوى الأساسية في الطبقة السياسية والمجتمع المدني في “المنتدى الوطني للحوار”، مبدية تأسفها لما أسمته ب” تجاهل” السلطات لمبادرة عين البنيان للمنتدى الوطني للحوار، وربطت بالمقابل مبادرة المنتدى المدني للتغيير التي إقترحت 13 اسما لقيادة الحوار الوطني في إطار بحث السلطة عن إطار مدني لتكليف كريم يونس بعملية الحوار، كما تحفظت “حمس” بشكل غير مباشر على المبادرة التي أعلن عنها عبد الرحمان عرعار، من خلال بيان وقعه المكلف بالإعلام في حمس، عبد الله بن عجمية، جاء فيه أن “الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ذات التمثيل الواسع عبر التراب الوطني لم تستشر في هذا الموضوع ولا في اختيار الأشخاص المذكورين”. * “الرهان” على حلحلة الأزمة يبدو أن “المنتدى المدني للتغيير” يراهن على إنجاح الوساطة والحوار بين السلطة والحراك الشعبي وكل الأطراف بالجزائر، وتبرز المساعي الحثيثة والإتصالات التي أجراها والشخصيات التي أعلن عنها ملامح ذلك، و بالرغم من مباركة رئيس الدولة عبد القدر بن صالح للمبادرة إلا أنها تلقى بعض الانتقادات بالساحة السياسية، وأكد رئيس المنتدى عبد الرحمان عرعار في تصريح سابق أن المنتدى “اتصل بصفة مباشرة مع أغلب الشخصيات المقترحة والتي أعلنت عن موافقتها للقيام بمهمة إدارة الحوار, غير أنه لم يتم الاتصال بكل من جميلة بوحيرد, مولود حمروش وأحمد طالب الإبراهيمي نظرا لمكانة هذه الشخصيات في المجتمع الجزائري والتي تعتبر قامات وركائز فضلنا توجيه رسالة لها عبر اقتراح هذه المبادرة”. ويشار أن “المنتدى المدني للتغير” قدم قائمة من 13 شخصا مقترحا لإدارة الحوار تضم شخصيات وطنية ومسؤولين سابقين وناشطين حقوقيين ونقابيين وأكاديميين, وكذا من المجتمع المدني, ويتعلق الأمر بكل من المجاهدة جميلة بوحيرد, وزير الشؤون الخارجية الأسبق والديبلوماسي أحمد طالب الابراهيمي, رئيسا الحكومة السابقين مولود حمروش ومقداد سيفي, بالإضافة الى رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق كريم يونس، كما ضمت القائمة المحامي مصطفى بوشاشي والخبيرة في القانون الدستوري فتيحة بن عبو والأكاديميين ناصر جابي واسماعيل لالماس واسلام بن عطية, وكذا النقابي الياس مرابط والناشطة الجمعوية نفيسة لحرش والحقوقية عائشة زيناي.