تجمع ، اليوم ، مئات اللبنانيين وسط العاصمة بيروت لليوم الرابع على التوالي للمشاركة في الاحتجاجات التي تدعو لاستقالة الحكومة، بعد مظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف، في حين وعد الرئيس اللبناني ميشال عون بتقديم حل مطمئن للأزمة العميقة التي تعيشها البلاد، فيما شهد اليوم الثالث تصاعدا في أعداد المتظاهرين الذين مكثوا في الشوارع حتى الساعات الأولى من فجر أمس، ووسط العاصمة بيروت امتزجت مشاعر الغضب بأجواء احتفالية. وأغلق محتجون جنوب وشرق وشمال البلاد الطرق وأحرقوا إطارات سيارات، ونظموا مسيرات في الشوارع على الرغم من انتشار مسلحين موالين لحركة أمل الشيعية مدججين بأسلحة ثقيلة لإخافتهم. وفي محاولة لتهدئة غضب المحتجين، أعلن وزير المال أول أمس، بعد لقاء مع رئيس الوزراء سعد الحريري أنهما اتفقا على موازنة نهائية لا تتضمن أي ضرائب أو رسوم إضافية، وقال رئيس الجمهورية على تويتر “سيكون هناك حل مطمئن للأزمة”. من جهته قال الحريري، إن بيت الوسط (منزله) كان أشبه بخلية نحل أمس، حيث تعقد اجتماعات داخلية وأخرى تقنية واتصالات ولقاءات بعيدا عن الإعلام. وواجه الحريري قدرا أكبر من الضغوط في ساعة متأخرة من مساء أول أمس، عندما أعلن سمير جعجع، زعيم حزب القوات اللبنانية المسيحي الماروني إنه طلب من وزراء حزبه الاستقالة من الحكومة، ودعا إلى تشكيل حكومة جديدة. وقال جعجع، في كلمة نقلتها قناة الجديد التلفزيونية، إن حزبه الذي يضم أربعة وزراء خلص إلى أن الحكومة عاجزة عن حل الأزمة الاقتصادية والمالية المتفاقمة. وأمهل رئيس الوزراء الجمعة شركاءه بالحكومة 72 ساعة للاتفاق على إصلاحات من شأنها تجنيب البلاد أزمة اقتصادية، ملمحا لاحتمال استقالته إن لم يحدث هذا. وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أول أمس، في كلمة بثها التلفزيون، إن جماعته لا تؤيد استقالة الحكومة، وإن البلاد ليس لديها متسع من الوقت لمثل هذه الخطوة نظرا للأزمة الاقتصادية الحادة، داعيا كل الأطراف السياسية بما فيها حزبه لتحمل المسؤولية. فيما دعا الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، حنا غريب ، اليوم ، إلى إضراب عام شامل رفضا للورقة الإصلاحية التي قدمها الحريري.