“حارب بشرف للوصول إلى هدفك النبيل… هذه قاعدتي في الحياة، قاعدة لطالما كانت وستكون الحافز الذي وقف إلى جانبي في كل متاهات الحياة التي نتخبط فيها، خاصة وأنّه وجب علينا التأسيس لمقاربة بحثية فعّالة في ظل التخبط العلمي والبحثي الذي نتخبط به، أصبحت تُغرينا الأوسمة والشهادات ولا نُلقي بالاً لما حققناه من البحث العلمي الجاد، سقط عديدنا في قوقعة غرّتهم من خلالها الشهادات المحصل عليها، بالفعل هي انجازاتنا البحثية ولكن ليست مقاسنا في هذه الحياة، مقاسنا الحقيقي الذي لابد أن نركز عليه هو الأخلاق إلى جانب العلم والدِّقة والرزانة في البحث إلى جانب الشهادة”. بين الأمس واليوم… قصة حياة عبد الرحيم رحموني من مواليد منطقة الغرب الجزائري، وبالذات في مدينة المشرية التي تقع بولاية النعامة في 26 نوفمبر من سنة 1988، يقول عبد الرحيم عن مسيرته” ولدت في المدينة التي قاوم فيها الشيخ بوعمامة الاستعمار الفرنسي إلى جانب أبطال الجزائر جعل الله قبورهم من رياض الجنة، من أبٍ عاش يتيماً لم يرى أباه قط، ترعرعت في أسرة محافظة حيث التحقت بالمدرسة القرآنية منذ نعومة أظافري فكانت نبراساً لقلبي وملاذاً لي للهروب من مشاغل الحياة، التحقت بالمدرسة الابتدائية عسلاوي محمد بالمشرية سنة 1994 لأزاول بها تعليمي الابتدائي، لألتحق بعد حصولي على شهادة التعليم الابتدائي بمتوسطة مالك بن بني بذات المدينة سنة ،2000 وأتحصل بعدها على شهادة التعليم المتوسط سنة 2003، بعد نيلي لشهادة التعليم المتوسط التحقت بثانوية ابن رشد وأزاول بها التعليم الثانوي والذي مثّل حلقة بارزة في حياتي، تحصلت في نهايتها على شهادة البكالوريا سنة 2007. التحقت بمقاعد الجامعة في سبتمبر 2007 بجامعة الدكتور مولاي الطاهر- سعيدة في شعبة العلوم السياسية والعلوم السياسية، وكم مثَّل هذا التخصص من حافز لي لأن أكون في المستقبل باحثا مميَّزا يكون همه الوحيد التأسيس لبحث علمي رزين يكون عونا لكل الباحثين في هذا المجال، لأتحصل في سنة 2011 على شهادة الطور الأول من التعليم العالي، انتقلت في سبتمبر 2012 لأداء واجب الخدمة الوطنية كانت هذه التجربة الوطنية من بين تجارب حياتي التي لم ولن أنساها ما حييت، تجربة عرفت فيها أصدقاء وإخوة من كل ربوع وطننا الغالي، سايرت فيها العمل العسكري وحب الوطن، غرست في روحي الحب الأبدي للوطن، في سنة 2014 التحقت مجددا بمقاعد الدراسة لمزاولة الدراسة في الطور الثاني للتعليم العالي وتكون هذه البداية بداية جديدة في حياتي ومشواري البحثي تحصلت بعدها في 2016 على شهادة الطور الثاني، التحقت في سبتمبر 2018 بالدكتوراه في العلوم السياسية كانت هذه البداية التي حملت في طياتها عديد التحفيزات والتي أثرت بالإيجاب على مساري الأكاديمي والبحثي”. سأعيش دوما لأشرف وطني في المحافل الدولية والوطنية “كما سبق وأشرت إليه لم ترتبط حياتي البحثية بالشهادة أبداً فقد كنت باحثا حراً، دوما أحاول تحليل الظواهر والقضايا الأساسية التي تهم المجتمع بمقاربات نظرية وميدانية، اكتسبت من خلالها الخبرة البحثية والحس البحثي والذي دفعني للخوض أكثر في المجال البحثي والمشاركة في المحافل الوطنية والدولية”. “أولى مشاركاتي البحثية كانت حول القضية الأم؛ القضية الفلسطينية فكانت بشارة خير لمشواري البحثي، شاركت في أكتوبر 2017 في المؤتمر الدولي الموسوم ب تركيا والقضية الفلسطينية بالمدينة التاريخية “قونيا” وبالذات جامعة نجم الدين “أربكان” بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة، كانت هذه المشاركة بمثابة الدافع والحافز لأن يكتسب عملي البحثي الطابع الدولي، وقبل ذلك شاركت في اليوم الدراسي الموسوم ب التحولات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد 2011 وهذا بجامعة الشهيدة حسيبة بن بوعلي- الشلف وهذا يوم 24 أفريل 2017، من بين المشاركات الوطنية مشاركتي في الملتقى الوطني الموسوم ب الاقتصاد الجزائري في ظل النقاشات النظرية وإشكالية اختيار النموذج التنموي أيام 17- 18 ديسمبر 2018 بجامعة الجزائر3″. “ولعل المشاركة التي لن أنساها أبدا في حياتي، مشاركة في رحاب فكر مالك بن نبي باعتباري مهتما وباحثا في فكر هذا العلامة الذي غيبه وطنه واحتضنته الأوطان، أما في 02-04 فبراير 2019 من السنة الماضية شاركت في أشغال المؤتمر الدولي الموسوم ب أسئلة النهضة في الذكرى السبعين لكتاب شروط النهضة لمالك بن نبي، كان هذا المؤتمر في رحاب جامعة حمد بن خليفة كلية الدراسات الإسلامية – الدوحة، مثَّلت هذه المشاركة انطلاقة جديدة في مجال البحثي باعتبارها محفزاً حقيقيا لأي باحث، شاركت أيضا في عدد من الملتقيات الوطنية والدولية و الورشات والتي لا يتسع المقام لذكرها”. “عديد المشاركات في الملتقيات الدولية والوطنية لم تكن محصورة في تخصص معيِّن، بل حاولت أن أغوص في المجال الفكري والاستراتيجي والأمني أكثر، حيث أنني أردت المزاوجة بين بعض القضايا وبالفعل بتوفيق من الله وفقت إلى حدِّ معتبر في انجاز بعض الأعمال البحثية الصالحة لكل زمان”. سأسعى دوما لأن أكون باحثا جادا “لكل باحث إنتاجه الخاص الذي يفتخر به خاصة إذا كان هذا الإنتاج البحثي رزين ذا فعالية قابل للنقاش ومتشبِّع بمادة فكرية دسمة؛ تتيح للقارئ إبداء آراءه ونقاشاته في الموضوع المدروس، مجلة المستقبل العربي حلم أيِّ باحث عربي للنشر فيها؛ باعتبارها رائدة في المجال الفكري البحثي، أكرمني الله بتوفيق منه للنشر في بعض أعدادها فكانت البداية في يوليو 2017 بصدور مقالي ضمن دفتي العدد 461 من مجلة المستقبل العربي الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية، وبعد ذلك بدراسة أخرى فكرية سيوسيوثقافية في العدد 471 أفريل 2018 من نفس المجلة، مثلت هذه المجلة أحد أبرز ما افتخر به في مجالي البحثي”. “في خريف سنة 2018 صدرت لي دراسة حول القضية الفلسطينية في مجلة شؤون الأوسط العدد 158 وهي عبارة عن دراسة مشتركة مع الأستاذة خديجة زياني، كما مثّل المجال الأمني أحد أبرز المجالات المحورية في مجالي البحثي حيث صدر لي دراسة مشتركة رفقة الأستاذة سامية بن يحي في العدد الثالث للسنة الثامنة من مجلة رؤية تركية، ودراسة حول الهجرة غير الشرعية منشورة في المجلة الجزائرية للأمن والتنمية في عددها الخامس عشر، في انتظار صدور أربع دراسات بحثية لي إن شاء الله في غضون الأشهر القريبة من هذه السنة”. “أما من ناحية المؤلفات فقد صدر لي مجموعة من المؤلفات الجماعية بين مشرف لها ومحرر ومشارك في دراسات ومقدّم لها، في أكتوبر 2017 صدر لي كتاب جماعي رفقة ثلة من الباحثين من عديد دول العالم تحت عنوان تركيا والقضية الفلسطينية ترجم هذا الكتاب إلى خمس لغات منها اللغة العربية والتركية والانجليزية، كما صدر لنا مؤلف جماعي في سنة 2019 كنت مشرفا ومحررا له موسوم بالقضايا العربية المعاصرة: الرهانات والتحديات عن مركز الكتاب الأكاديمي، وفي نفس السنة صدر لنا مؤلف جماعي آخر تحت عنوان الأمن الجزائري والفضاء الإقليمي: التعامل والتداعيات عن نفس الدار كنت محررا لهذا الكتاب ومشرفا عليه، وقبل ذلك في سنة 2018 شاركت في تأليف كتاب بعنوان قراءة سياسية في عدة قضايا وملفات دولية صادر بالقاهرة عن المكتب العربي للمعارف، في سنة 2019 صدر لنا كتاب جماعي شاركت فيه بدراسة تحت عنوان التجربة الكندية: بناء الدولة والهجرة ضم مجموعة من الباحثين العرب صادر عن دار العربي للنشر والتوزيع”. “في بداية هذه السنة صدر لنا مؤلف جماعي تحت إشرافنا المشترك رفقة الدكتور ولد الصديق ميلود حمل عنوان البعد الإقليمي للسياسة الخارجية الجزائرية في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة عن دار الأيام للنشر والتوزيع، حاولت من خلال هذه المؤلفات الجماعية والدراسات البحثية أن يكون بحثي ذا فعالية بحثية خاصة وأنني ركزت على تناول بعض القضايا التي تم تغييبها”. “لن يتوقف انجازي البحثي عن هذا بل سأعمل جاهدا لأن أكون عند حسن ظن الله بي وأن أكون ذا موضوعية في تناولي وتحليلي لبعض القضايا الحساسة التي أصبحت مجال اختلاف كبير بين المفكرين خاصة ما تعلق بالأمن الفكري والديني والجماعات ذات التوجه الديني، في انتظار صدور مجموعة من الكتب الشخصية في هذه السنة والتي أخذت مني قرابة خمسة سنوات من البحث”. آفاق و طموحات مستقبلية “من طبيعتي ألا أبوح بطموحاتي المستقبلية حتى تتحقق إلا أنني أسعى دوما لأن أساهم في مجال البحث العلمي خاصة وأنني أصبحت مهتم بشدة بفكر العلامة المفكر مالك بن نبي، طموحي المستقبلي يكاد يرتبط ارتباطا وثيقا بالدراسات الفكرية والأمنية، خاصة وأنني أحاول دوما المزج بين الأمن وبعض المتغيِّرات العابرة للتخصصات، حيث سأسعى بإذن الله تعالى في المستقبل إلى أن أكون محاضرا في أحد أبرز الجامعات العالمية، لما لا وكل شيء زرعه الإرادة والعزيمة وحب العمل وإتقانه”. أيها الشاب الجزائري “أيها الشاب الجزائري الغيور على وطنه، يا أبناء وأحفاد مالك بن نبي حاولوا التأسيس لدراسات ومراكز بحثية تهتم بفكر مالك بن نبي، حاولوا التمسك بالإتقان في العمل والتواضع، فالشهادة مهما كانت درجتها ليس سوى ورقة ولن تعبر عن شخصية الفرد، الأخلاق أهم عامل في النجاح، التواضع هو السبيل لطلب العلم، حاولوا تشريف وطنكم في المحافل الدولية بأن تكونوا صناع الأمل لجزائر العلم والبحث”.